[55] وقال # في يوم قارة ظاعن: [البسيط/49]
  فكم سَاقِطٍ لَمْ يَنتَفِع بِسِلَاحِهِ ... حَمَتْهُ زُحُوفٌ أُيِّدَت بِزُحُوف
  فلَمَّا رَأَى ذَاكَ الأميرَانِ شَاوَرَا ... بُنَاةَ المعَالِي غَوثَ كُلِّ لَهِيف
  فَحَامَت عَلَى دُورِ القُوَيعَةِ حَومَةً ... رَمَتهُم بِحَتفٍ جَالِبٍ لِحُتُوفِ(١)
  وطَارَت بِأقَنَانٍ سَوَامٍ فَجَاوَزَت ... إلَيه شُعُوفَاً من وَرَاءِ شُعُوفِ(٢)
  فَمَا تَرَكَتْ فِيهَا مُجِيبَاً لِسَائِلٍ ... وكَانَ قَدِيمَاً غَيظَ كُلِّ مَخُوف
  ولَو كَانَ من بَأسِ الفُجَآةِ مَأمَنَاً ... جَعلَتُ رَبِيعِي نَحوَهَا ومَصِيفِي
  فَأبلِغ إلَى أَحيَا حَجُوْرٍ وقَادِمٍ ... وجَابِرَ قَولاً من أَشَمَّ عَطُوف
  خُذُوا حِذرَكُم مِن سَطوَةِ الحَقِّ واحفَظُوا ... نُفُوسَكُمُ مِن عَسكَرِي وسُيُوفِي
  فَإنِّي مُجِدٌّ جَاهِدٌ فِي صَلاَحِكُمْ ... فَأوفُوا فَإنِّي بِالمَوَدَّةِ مُوْفِي
[٥٥] وقال # فِي يوم قارة ظَاعِن(٣): [البسيط/٤٩]
  المَشرَفِيُّ أفَادَ الحَقَّ تَشِرِيفَا ... ورَدَّ مَجهُولَ أمرِ اللهِ مَعرُوفَا
  لَمَّا طَغَت ظَاعِنٌ واستعصَمَت بِذُرَى ... أَشَّمَّ يَترُكُ حَدَّ الرِّيحِ مَكفُوفَا(٤)
  لَهُ عِمَامَةُ غَيمٍ لَا تُزَايِلُهُ ... فَلَا تَرَى رَأسَهَ الأعيانُ مَكشُوفَا
  إذَا شَرَا البَرقُ فِي أرجَائِهَا نَسَجَت ... لَهَا يَدُ البَرقِ تَحبِيرَاً وتَفوِيفَا(٥)
  مَا خُوِّفَت بِذِيَابِ الدَّوِّ صِبيَتُهُ ... ولَا بِذِي لَجَبٍ مُذْ كَانَ تَخوِيفَا(٦)
  تَرَى النِّيَارَ بِهِ كالشُّهبِ لاَئِحَةً ... حَتَّى تَرُدَّ صَحِيحَ الطَّرفِ مَأيُوفَا(٧)
  كَمْ رَدَّ من مَلِكٍ جَمٍّ جَحَافِلُهُ ... يَكِرُّ طَرفَاً حَسِيرَاً عَنهُ مَطرُوفَا
(١) القويعة بضم القاف وفتح الواو: قرية في الجانب الشمالي من مديرية الشاهل وأعمال حجة.
(٢) الشعوف جمع شعفة: وهي رأس الجبل. وظاعن: قرية من بلاد حجور.
(٣) هكذا في النسخة الأصلية، وفي بقية النسخ في استفتاح ظاعن وقدم، ولعله غلط.
(٤) ظاعن: جبل واسع كثير القرى، يتبع مديرية وشحة، الواقعة في الطرف الشمالي من حجة، ويحتوي على أكثر من مائة محل وقرية.
(٥) شرى البرق: لمع. التحبير: التحسين. والتفويف: يقال: برد مفوف معظم: رقيق، أو فيه خيوط بيض.
(٦) الدو: الفلاة. اللجب: الصياح، يقال جيش لَجِب: له لَجَب أي صياح وإضطراب.
(٧) المأيوف: هو الذي به آفة تمنعه من الإدراك.