[57] وقال # بعد دخوله صنعاء، وتغنمه للكرد بذات خولان واستئصال شافتهم: [الوافر/55]
  وكَيفَ تَعرِيفُكُم بِضَبٍّ ... مُجرِّبٌ قد وَلِي احتِرَاشَهْ(١)
  عَثِرتُمُوا فَانَعشُوا عِثَارَاً ... لَا يَرتَجِي العَاقِلُ انتِعَاشَهْ
  مَن شِيكَ منكم بنصل بُؤسٍ ... فَلَا قَضَى الخَالِقُ انتِقَاشَهْ
  لَو لَحَظتْكُم عُيُونُ رُشْدٍ ... حَفِظتُمُ تِلكُمُ الحُشَاشَهْ(٢)
  طَلَبتُمُ المَجدَ بِالتَّمَنِي ... وأَحوَلٌ يَبتَغِي مَعَاشَهْ
  أَبِي الرِّضا وابنُهُ المُزَكَّى ... حَمزَةُ ذُو البأسِ والهَشَاشَهْ(٣)
  فَاسأل بِأيَّامِهِ الصُّلَيحِي ... وصَبْرَهُ المُرَّ وانكِمَاشَهْ
  وضَربُهُ الهَامَ مُستَمِيتَاً ... حَتَّى نَسِينَا بِهِ عُكَاشَهْ(٤)
  وسِبْطُهُ المُرْتَضَى عَلِيٌّ ... جَاعِلُ ثَوبِ التُّقَي رِيَاشَهْ
  رَأَى الزَّوَاحِيُّ مِنهُ بَأسَاً ... يَترُكَ لَيثَ الوَغَى خُمَاَشَهْ(٥)
  فَجِئ بِمِثلِ الذِي ذَكرَنَا ... مِن سَقَطِ الآلِ والقُمَاشَهْ
[٥٧] وقال # بعد دخوله صنعاء، وتغنمه للكرد بذات خَوْلان واستئصال شافتهم: [الوافر/٥٥]
  عَجِبتُ فَهَل عَجِبتُ لِفَيضِ دَمعٍ ... لِمُوحِشَةٍ عَلَى طَلَلٍ ورَسْم
  ونَوِّىً كَالسِّوَارِ وجِذْمِ حَوضٍ ... وأشعث قَد أطَالَ مِن التَّأَمِّي(٦)
  ومَا يُغنِيكَ مِن طَلَلٍ مُحِيلٍ ... لِهِندٍ أو لِجُمْلٍ أو لِنُعْم
  أوانسُ كالبدُورِ إذَا تَجَلَّت ... كَأنَّ عُيُونَهَا أعيَانُ رُقْم
(١) حرش الضب يحرشه حرشاً واحتراشاً: صاده.
(٢) الحشاشة بالضم: بقية الروح في الجريح والمريض.
(٣) الرضى لقب لجده سليمان بن حمزة، والمزكى لقب والده حمزة بن سليمان وقد تقدمت تراجمهم. الهشاشة: الخفة والنشاط والإرتياح للمعروف.
(٤) هو عكاشة بن محصن الأسدي صاحب رسول الله ÷، ومن الأبطال المعروفين.
(٥) هو الأمير المحتسب علي بن حمزة جد الإمام #، قام بالإحتساب في أيام عامر بن سليمان الزواحي، بعد استشهاد أبيه حمزة، وأتت إليه كتب الإمام أبي طالب الأخير من الجيل والديلم بالولاية على اليمن، فلم يساعد في القيام لما كان قد رأى من خذلان الناس وميلهم إلى الدنيا، فقام بأمر الولاية الأمير المحسن بن الحسن بن عبد الله بن المختار بن الناصر بن الهادي $، وأخذ هو وعلي بن حمزة بالثأر لحمزة بن أبي هاشم، وقد تقدم ذكره.
والخُماشةُ، بالضم: ما ليس له أرشٌ مَعْلومٌ من الجِراحاتِ، أو ما هو دونَ الدِّيَةِ، كقَطْعِ يَدٍ وأُذُنٍ ونحوِه.
(٦) النوى: الدار، والجذم: الأصل. والتأيم: المكث زماناً بدون تزوج.