ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[57] وقال # بعد دخوله صنعاء، وتغنمه للكرد بذات خولان واستئصال شافتهم: [الوافر/55]

صفحة 178 - الجزء 1

  تَمِيسُ كَأنَّهَا أغصَانُ بَانٍ ... تَثَنَّى فَوقَ أَهْيَلَ كالخضَمّ⁣(⁣١)

  كَأنَّ خُمُولَهُنَّ مُكَلَّلاتٌ ... بِلِيفٍ من نَخِيل جُوَانَ عَمِّ⁣(⁣٢)

  تَظَلُّ الطَّيرُ تَخْطَفُ جَانِبَيهَا ... لِمَا صَوَّرْنَ من عَقْمٍ ورَقْمِ⁣(⁣٣)

  فَعَدِّ عن المَنَازِلِ والتَّصَابِي ... وهَاتِ لَنَا حَدِيثَ غَدِيرِ خُمِّ

  فَيَا لَكَ موقِفَاً مَا كَانَ أسْنَى ... ولَكِنْ مَرَّ فِي آذَانِ صُمِّ

  لقد مَالَ الأنَامُ مَعَاً عَلينَا ... كَأنَّ خُروجَنَا مِن خَلفِ رَدْم

  هَدَينَا النَّاسَ كُلَّهُمُ جَمِيعَاً ... فكَم بَينَ المُبَيِّنَ والمُعَمِّي

  فكَانَ جَزَاؤنَا مِنهُم قِرَاعَاً ... بِبِيضِ الهِندِ فِي الرَّهَجِ الأجَمِّ⁣(⁣٤)

  هُمُ قَتَلُوا أبَا حَسَنٍ عَلِيّاً ... وغَالُوا سِبطَهُ حَسَنَاً بِسُمِّ

  وهُم حَظرُوا الفُرَاتَ على حُسَيْنٍ ... ومَا صَانُوهُ من نَصْلٍ وسَهم

  وزَيْدَاً أوردُوهُ ظَبَا الموَاضِي ... فَكم جُرْمٍ أتوهُ بعد جُرْم

  وأولادُ الهُمَامِ الشَّيخِ مِنَّا ... هُداةُ النَّاسِ من ظُلَمٍ وظُلْمِ⁣(⁣٥)

  ولَمْ أَرَ هالِكَاً كقَتِيلِ فَخٍّ ... فَيَا لَكَ مِن وسِيعِ البَاعِ ضَخْم

  أَئمَّةُ أُمَّةٍ جَهِلَت هُدَاهَا ... بِخُدعَةِ مَارِقٍ وشِقَاقِ غُتْمِ⁣(⁣٦)

  هُمُ قَدحُوا زِنَادَ النَّارِ فِينَا ... فقَامُوا عن خَدِيجٍ غَيرِ تَمّ

  وكم مُتَشَّيعٍ عَادٍ عَلَينَا ... بِآنِسَ أو دِيَارِ بِلاَدِ رقمِ⁣(⁣٧)


(١) الميس: التبختر، وماس يميس ميساً إذا تبختر واختال فِي مشيته. وتثنى وماس الغصن: إذا مال. والأهيل: الرمل الكثير.

(٢) الخمول جمع خميلة: وهي الشجر الكثير الملتف، والموضع الكثير الشجر حيث كان. ومكللات: أي محفوفات.

جوان لعلها جمع جَوْنُ: وهو النَّباتُ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِهِ. أو اسم موضع. والعَمّ: النخل الطوال.

(٣) العَقم بالفتح: المرط الأحمر أو كل ثوب أحمر، والعِقمة بالكسر: الوشي. والرَّقْمُ بالفتح أو ككتف: ضَرْبٌ مُخَطَّطٌ من الوَشْيِ أو الخَزِّ أو البُرود.

(٤) الرهج: الغبار. الأجم: الكثير من كل شيء.

(٥) أولاد الشيخ: أراد بهم أولاد الإمام عبد الله بن الحسن الكامل، وهو محمد وإبراهيم ويحيى وموسى وسليمان.

(٦) الغتم جمع أغتم: وهو من لا يفصح شيئاً.

(٧) آنس: منطقة واسعة شمال غرب مدينة ذمار، وكانت تسمى بلاد الهان نسبة إلى ألهان بن مالك بن زيد، وبها كثير من البيوت والقبائل.

وبلاد رقم: لعله يريد الأراقم: وهم قوم من ربيعة بن نزار، وهم: جثم ومالك وعمرو وثعلبة وكعاوية والحارث بنو بكر بن حبيب بن عمرو من تغلب، وسموا الأراقم لأن أمهم ماوية بنت حمار من بني قيس عيلان مرت به كاهن، فقالت له: انظر إلى أبنائي، وهم ستة قد جمعتهم في قطيفة، فقال: كأنما رمقوني بعيون الأراقم، فسموا الأراقم.