ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[57] وقال # بعد دخوله صنعاء، وتغنمه للكرد بذات خولان واستئصال شافتهم: [الوافر/55]

صفحة 179 - الجزء 1

  وَجَبْرِيِّ يُنَازِعُنَا هُدَانَا ... كَذِي خَطَلٍ يُعَرِّفُنِي بِإسمِي⁣(⁣١)

  أَتُخطِي رُشدَنَا وتُصِيبُ رُشدَاً ... كَمَن يَقضِي عَلَى عِلمٍ بِوَهْم

  أطِيعِي مُرشِدِيكِ وشَايعِيهِم ... فَإنْ سَاعدِتِنِي فَخَلَاكِ ذَمِّي

  هُمُ جَهِلُوا سَبِيلَ الرُّشْدِ فِينَا ... فَأعقَبَهُمْ بِهَا غَمَّاً بِغَمّ

  ومَا ضَرَّ المُصِيبُ هُدَاهُ فِينَا ... أَأُمِّيّاً غَدَى أَم غَيرَ أُمِّي

  أَخِي مَنْ كَانَ يَهدِينِي لِرُشدِي ... ولَيسَ أخِي هو ابنُ أبِي وأُمِّي

  وَحَاشَا شِيعَةَ المَيمُونِ زَيْدٍ ... حُمَاةَ الرَّوْعِ فِتيَانَ التَحَمِّي

  أَمُرْضِعَةَ الجَنِينِ تَعَرَّفِيهِ ... فَإنْ كَانَ الشُّجَاعَ فَلَا تُصِمِّي⁣(⁣٢)

  فَلَو عَاينتِ إبنَكِ فِي ثَلاَثٍ ... عَقِيبَ الموتِ وَيْحَكَ لَمْ تُسَمّ

  بِنَا الهَرَمَينِ أعجَبُ مَا رَأينَا ... وأنفَعُ مِن بِنَاهُ عَرِيش هَرْمِ⁣(⁣٣)

  مَتَى تَرمِي سَويقَ البُرِّ إِثمَاً ... فَمِلْ عن أَكلِهِ لِسَوِيقِ جُرْمِ⁣(⁣٤)

  وأنفَعُ مِن فَرَائِدِ كَرْمِ جِيدٍ ... فَرَائِدُ مِن ثِمَارِ نَباتِ كَرْمِ⁣(⁣٥)

  تَشَابَهَ أهلُ مِلَّتِنَا عَلَينَا ... فَلَمْ نَدْرِ الأخصَّ من الأَعَمّ

  يُنَازِعُنِي أُنَاسٌ أَمرَ دِينِي ... وهَمُّهُم لَعَمْرُكَ غَيرُ هَمِّيْ

  وَقَدْ أرشدتُهُم وطَلَعتُ شَمْسَاً ... لَهُم فِي خَطبِ لَيلٍ مُدْلَهِمّ

  وأحمدُ سَيِّدُ الثَّقَلَينِ جَدِّي ... وجَعفَرُ طَائِرُ الملَكُوتِ عَمِّي

  ويومٌ مثلُ ظِلِّ الرُّمحِ طُولاً ... قَصَرْتُ طَوِيلَهُ بِطَوِيلِ عَزْمِي


(١) قطعت همزة الوصل في اسم للضرورة الشعرية، وهو سائغ.

(٢) الأصم: الرجل لا يطمع فيه، ولا يرد عن هواه.

(٣) الهرم يطلق على عدة مواضع، منها: اسم موضع في الجوف من اليمن، فيه بناء عجيب بناه ملوك حمير، ويطلق على بِناآنِ أزَليَّانِ بمصْرَ، بناهُما إدريسُ، #، لِحفْظِ العُلومِ فيهما عن الطوفان، أو بِناءُ سِنانِ بنِ المُشَلْشَلِ، أو بِناءُ الأَوائِلِ لما عَلِموا بالطوفان من جِهَةِ النُّجوم، وفيهما كُلُّ طِبٍّ وسِحْرٍ وطَلْسَمٍ، وهُنالِكَ أهْرامٌ صِغارٌ كثيرةٌ.

(٤) الجرم: بالضم: التمر المجروم أو ما يجرم منه بعد صرمه يلقط من الكرب.

(٥) في لفظة الفرائد جناس تام: فالمراد بالأولى: جمع فريدة، وهي الجواهر النفيسة، والدر إذا نظم وفصل بغيره، في جيد أي عنق. وفي الثانية جمع فارد: وهو أجود السُّكَّر وأطيبه. وفي الكرم أيضاً جناس تام: الأول بمعنى القلادة. والثاني بمعنى العنب.