[57] وقال # بعد دخوله صنعاء، وتغنمه للكرد بذات خولان واستئصال شافتهم: [الوافر/55]
  فَمَن يَكُ سَائِلاً عَنِّي فَإنِّي ... غَدَاةَ الرَّوْعِ فِي الجُزْءِ الأصَمِّ(١)
  أَظَنَّ مُطَرِّفٌ إنكارَ فَضلِي ... يَرُدُّ إلِيهِ مَعرِفَتِي وحَزْمِي
  فَقِدْمَاً أنكَرَ الزَّاكِينَ قَبلِي ... فَلَم يَظفَرْ لِشوقَتِهِ بِغُنْم
  وعَارَضَنِي بِمَهدِيٍّ غَوِيٍّ ... ألَا لَيتَ المُسَمِّي لَمْ يُسَمّ
  أَظَنَّ الاسمَ يُبْلِغُهُ المَعَالِي ... وكَم إسمٍ يُقَالُ بِغَيرِ جِسْم
  ظَنَنتُم حَربَنَا شِعرَاً بِشِعرٍ ... وشَتْمَاً ظَلَّ سَعيُكُمُ بِشتمِي
  ولَولَا حَالَ بَينَكُمُ وبَينِي ... جُنُودُ الظُّلمِ مِن عُرْبٍ وعُجْم
  لَزُرتُكُمُ بِأرعَنَ مُكفَهِّرٍ ... بَطِيءِ السَّيْرِ كَالطَّودِ الأشَّمّ
  سَلُوا صَنْعَاءَ يَومَ الرَّوْعِ عَنَّا ... وَعَن أحلاَسِ خَيلٍ غَيرِ غُمِّ(٢)
  وَذِي خَوْلاَنَ إذْ لَجَأت إليهِ ... أُسُودُ الغَابِ من كَلَبِي وغَشْمِي(٣)
  وكَانُوا النَّارَ جَاءَ لَهَا عِصَارٌ ... فَطَارَ بِهَا إلَى تَيَّارِ يَمّ
  فَوَيلُ مُطَرِّفٍ مِن طُولِ حَربِي ... ومِن طَلَبِي ومِن ضَربِي وضَغْمِي(٤)
  وعَدتُكُمُ فَلَم أُخلِفْ وَعِيدِي ... وبِالرَّحَمَنِ إيعَادِي وحَتمِي
  فَأينَ وَعِيدُكُم وَكَشَيشُ ضَبٍّ ... ظَننَتُمْ حَسَّهُ كَهَدِيرِ قَرْمِ(٥)
  أبِي حَامِي المُلُوكَ فَقُلْ كَقَولِي ... لِيَعْجَبَ كُلُّ ذِي عَقلٍ وفَهْم
  عَلَى صُوَرِ المَسَائِلِ قِسْتَ جَهلاً ... ولَيسَتْ هَاشِمٌ كَرِجَالِ جَرْمِ(٦)
  فَإن تَكُ من رِجَالِ الحربِ فَاثبُت ... وَكُنْ رَجُلَاً بِهَا يُرْمَى ويَرْمِي
  وَجَمِّعْ كُلَّ ذِي دِيْنٍ خَبِيثٍ ... لِنُلحِقَ جَمعَكُمْ بِجُمُوعِ طَسْمِ(٧)
(١) الجزء الأصم: أي وسط القوم.
(٢) الغَمَمُ: سَيَلانُ الشَّعَرِ حتى تَضيقَ الجَبْهَة والقفا، يُقالُ: هو أغَمُّ الوَجْهِ والقَفا.
(٣) الكلب بفتح اللام: الغضب. والغشم: المراد هنا منها: الجرأة والمضاء.
(٤) الضغم: العض، والعض دون النهش.
(٥) الكشيش: صوت الأفعى من جلدها لا من فمها. والهدير: الصوت من غير شقشقة. والقرم بالفتح: الفحل.
(٦) جَرم: بطن من بطون طيء.
(٧) طسم: قبيلة من عاد انقرضوا.