[58] وقال # إلى خليفة بغداد: [السريع/44]
[٥٨] وقال # إلى خليفة بَغْدَاد(١): [السريع/٤٤]
  نَاشَدْتُكَ اللهَ بِآلاَئِهِ ... وبِالنَّبِي المُصْطَفَى والوَصِيِّ(٢)
  أبُوكَ أَولَى يَا ابنَ عَمِّي بِهَا ... فِي مَا تَرَاهُ مُنصِفَاً أو أَبِي
  أيُّهمَا نَصَّ بِهَا أحمَدٌ ... لَهُ عَلَى المَكِّيِّ واليَثرِبِي
  وَكم لَهُ مِن مَوقِفٍ ظَاهِرٍ ... أظهرَ فِيهِ أنَّ هَذَا أَخِي(٣)
  ومَنْ غَدَاةَ الطَّيرِ كانَ الَّذِي ... خُصَّ بِأكلِ الطَّائِرِ المُشتَوِي(٤)؟
(١) هذه القصيدة اليائية تتحدث عن فضائل أمير المؤمنين # وفضائل أهل البيت $، شرحها الفقيه الشهيد: حميد بن أحمد المحلي القرشي بكتاب (محاسن الأزهار فِي مناقب العترة الأطهار) وهو شرح مفيد جداً، جمع فيه من الأخبار والأحاديث الورادة فِي فضائل أهل البيت $ العجب العجاب [طبع بإصدار منشورات مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية].
(٢) نشدتك وناشدتك: أي سألتك بالله.
(٣) إشارة إلى أحاديث المؤخاة، وهي كثيرة، وطرقها شهيرة، وألفاظها متعددة، فمنها: عن ابن عمر قال: آخا رسول اللَّه ÷ بين المؤمنين فقام علىّ # فقال: يا رسول اللَّه كلّهم يرجع إلى أخ غيري؟ فقال رسول اللَّه ÷: أما ترضى أن تكون أخي؟، قال: بلى. قال: فأنا أخوك في الدنيا والآخرة.
وعن حذيفة بن اليمان قال: آخا رسول اللَّه ÷ بين الانصار والمهاجرين، فكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علىّ بن أبي طالب فقال: هذا أخي. قال حذيفة: رسول اللَّه ÷ سيد المسلمين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له في الأنام شبيه ولا نظير، وعلّي بن أبي طالب أخوه.
(٤) هذا البيت إشارة إلى حديث الطير، وهو ما رواه ابن المازلي الشافعي وغيره بسنده عن أنس قال: أهدي إلى رسول اللَّه صلى عليه وآله وسلم طير مشوي فلمّا وضع بين يديه قال: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر»، قال: فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار. قال: فجاء علي # فقرع الباب قرعاً خفيفاً فقلت: من هذا؟ فقال علي فقلت: إن رسول اللَّه ÷ على حاجة، فانصرف قال: فرجعت إلى رسول اللَّه ÷ فسمعته يقول الثانية: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر». فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار. قال: فجاء علي # فقرع الباب فقلت: ألم أخبرك أن الرسول اللَّه ÷ على حاجه؟! فانصرف ورجعت إلى رسول اللَّه ÷ فسمعته يقول الثالثة: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر». قال: فجاء علّي فضرب الباب ضرباً شديداً فقال رسول اللَّه ÷: «افتح افتح افتح». قال: ففتحت الباب، فلما نظر إليه رسول اللَّه ÷ قال: «اللهم وإليّ، اللهمّ وإليّ، اللهمّ واليّ»، قال: فجلس مع رسول اللَّه ÷ فأكل معه الطير.
وفي رواية أخرى: فقال رسول اللَّه ÷: «لقد سألت اللَّه ثلاثاً بأن يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليّ يأكل معي من هذا الفرخ، فما أخّرك؟»، فقال علي: وأنا يا رسول اللَّه لقد جئت ثلاثاً كلّ ذلك يردّني أنس. فقال رسول اللَّه ÷: «يا أنس ماحملك على ما صنعت؟»، قلت: أحببت أن تدرك الدعوة رجلاً من قومى! فقال رسول اللَّه ÷: «لا يلام الرجل على حبّ قومه»!.