[58] وقال # إلى خليفة بغداد: [السريع/44]
  وَصُبحَةِ الخندَقِ مَن ضَرَّجَ الضِّـ ... ـرَغَامَ عَمْرَاً ذَلِكَ القَسوَرِيّ(١)؟
  ومَن لَهُ الزُّلْفَةُ يَومَ الكِسَا ... والشَّرَفُ الأعظَمُ لَمَّا كُسِي(٢)؟
  ومَن بِسَاطٌ جَاءَ من خِندِفٍ ... زَارَ بِهِ الكَهفَ وصُبحَاً ثُنِي(٣)
  ومَن أتَى جِبرِيلُ بالماَءِ حتَّـ ... ـى قَامَ بالفرض ومِنهُ سُقِي(٤)
  ومَن هَوَى الكوكَبُ مِن أجلِهِ ... ففَازَ بالوَحي الذي قد وُحِي(٥)
(١) هذا البيت إشارة إلى غزوة الخندق (الأحزاب) المشهورة المعروفة، التي قتل فيها علي # عمرو بن عبد ود العامري، وقصة مبارته أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تسطر، وفيه قال النبي ÷ «برز الإسلام كله - أي علي - للشرك كله - أي عمرو -» وفيه قال النبي ÷ «لضربة علي عمراً يوم الخندق ترجح بأعمال أمتي إلى يوم القيامة».
(٢) الزلفة: الدرجة العالية والمنزلة الشريفة. وهذا البيت إشارة إلى خبر الكساء المشهور المتواتر، الذي رواه الموالف والمخالف، وهو ما روي عن أم سلمة قالت: لما نزلت قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، دعا النبي ÷ فاطمة وعلياً والحسن والحسين، فجللهم بكساء، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».
(٣) إشارة إلى حديث البساط الذي رواه ابن المغازلي الشافعي في المناقب بسنده عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللَّه ÷ بساط من خندف فقال لي: يا أنس ابسطه. فبسطته ثمّ قال لي: ادع عشرة من أصحابي. قال أنس: فدعوتهم، فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً ثمّ رجع عليّ فجلس على البساط ثمّ قال: يا ريح احملينا. فحملتنا الريح قال: فإذاً البساط يدفّ بنا دفّاً، ثمّ قال عليّ: يا ريح ضعينا. ثمّ قال: أتدرون في أيّ مكان أنتم؟ قلنا: لا. قال: هذا موضع أهل الكهف والرقيم، قوموا فسّلموا على إخوانكم. قال: فقمنا رجل رجل فسّلمنا عليهم فلم يردّوا علينا، فقام عليّ بن أبي طالب فقال: السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء، قال أنس: فقالوا: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته، قال: فقلت لعليّ: ما بالهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ: ما بالكم لم تردّوا على اخواني؟ فقالوا: إنّا معاشر الصديقين والشهداء لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّاً أو وصيّاً. ثمّ قال عليّ: يا ريح احملينا. فحملتنا تدفّ بنا دفّاً ثم قال: يا ريح ضعينا. فوضعتهم فإذاً نحن بالحرّة، قال: فقال عليّ: 'ندرك النبيّ ÷ في آخر ركعة من صلاته. فطوينا وأتينا وإذاً النبي ÷ يقرأ في آخر ركعة من صلاته: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ٩}.
(٤) إشارة إلى حديث السطل المروي في المناقب لمحمد بن سليمان الكوفي، والمناقب لابن المغازلي، وكفاية الطالب للكنجي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ÷ لأبي بكر وعمر: امضيا إلى عليّ حتى يحدّثكما ما كان في ليلته وأنا على أثركما. قال أنس: فمضيا ومضيت معهما، فاستأذن أبو بكر وعمر على عليّ فخرج إليهما فقال: يا أبا بكر حدث شيء؟ قال: لا وما حدث إلاّ خير، قال لي النبي ÷ ولعمر: امضيا إلى عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته. وجاء النبيّ ÷ وقال: يا عليّ حدّثهما ما كان منك في ليلتك. فقال: استحي يا رسول اللَّه. فقال: حدّثهما إنّ اللَّه لا يستحيي من الحقّ. فقال عليّ: أردت الماء للطهارة وأصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة فوّجهت الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء، فأبطيا عليّ فأحزنني ذلك، فرأيت السقف قد انشقّ ونزل عليّ منه سطل مغطّىً بمنديل فلمّا صار في الأرض نحّيت المنديل عنه، وإذا فيه ماء فتطهّرت للصلاة واغتسلت وصلّيت، ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف. فقال النبّي ÷: أما السطل فمن الجنّة، وأما الماء فمن نهر الكوثر، وأما المنديل فمن استبرق الجنّة، من مثلك يا عليّ في ليلته وجبريل يخدمه.
(٥) إشارة إلى حديث الكوكب، عن ابن عباس: كنت جالساً عند النبي ÷ إذ انقض كوكب فقال رسول الله ÷: «من انقض هذا الكوكب في منزله فهو الوصي من بعدي» فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض =