[58] وقال # إلى خليفة بغداد: [السريع/44]
  وآكِلُ القَطفِ الذي جَاءَ مِن ... جَنَّاتِ عَدْنٍ زُفَّ زَفَّ الهَدِيّ(١)
  ومَن رَقَى جَنب أبِي القَاسِمِ الطُّـ ... ـهرِ لِكسرِ النِّدِّ لَا ينثَنِي(٢)
  ومَن فَدَى أحمَدَ بَدرَ الدُّجَى ... نَفْسِي فِدَاءٌ لِلفِدَى والفَدِيّ(٣)
  ومَن قَسِيمُ النَّارِ بَيَّنْ لَنَا ... تقول هَذَا لِي وهذا لِذِيْ(٤)
في منزل علي بن أبي طالب فقالوا: يا رسول الله غويت في حب علي فأنزل الله {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢} إلى قوله: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ٧}[النجم].
(١) الهدي: العروس تهدى إلى بيت زوجها، أو النعم التي تهدى إلى مكة المكرمة. وهذا البيت إشارة إلى حديث الرمانة: عن ابن عباسٍ، قال: بينا رسول الله ÷ يطوف بالكعبة إذ بدت رمانةٌ من الكعبة فاخضر المسجد لحسن خضرتها فمد رسول ÷ يده فتناولها، ومضى رسول الله ÷ في طوافه فلما انقضى طوافه صلى في المقام ركعتين، ثم فلق الرمانة قسمين كأنها قدت بسكينٍ فأكل النصف وأطعم علياً # النصف فسالت من أشداقهما لعذوبتها، ثم التفت رسول الله ÷ إلى أصحابه فقال: «إن هذا قطفٌ من قطوف الجنة، ولا يأكله إلا نبي أو وصي نبي، ولولا ذلك لأطعمناكم».
(٢) وهو إشارة إلى حديث كسر الأصنام التي كانت على ظهر الكعبة، وهو ما رواه ابن المغازلي الشافعي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ÷ لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة «أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة»؟ قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: «فأحملك فتناوله»؟ قال: (بل أنا أحملك يا رسول اللَّه)، فقال ÷: «لو أنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مّني بضعة وأنا حيّ ماقدروا، ولكن قف يا علي» فضرب رسول اللَّه ÷ يديه إلى ساقي علي # فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمّ قال له: «ما ترى يا علي»؟ قال: (أرى أنّ اللَّه عز و جلّ قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمستها)، فقال له: «تناول الصنم يا عليّ»، فتناوله عليّ فرمى به، ثم خرج رسول اللَّه صلى عليه وآله وسلم من تحت علي وترك رجليه، فسقط على الأرض فضحك فقال: «ما أضحكك ياعلي»؟ فقال: (سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء)، فقال رسول اللَّه ÷: «فكيف يصيبك شيء وإنّما حملك محمّد وأنزلك جبريل» @.
(٣) في (م) و (ع) و (ب): نفسي الفداء للفدى والفدي. وهو إشارة إلى خبر مبيت علي # في فراش النبي ليلة الهجرة: عن ابن عباس قال: شرى علي # نفسه لبس ثوب النبي ÷ ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله ÷ فجاء أبو بكر وعلي نائم حسب أنه نبي الله قال: فقال يا نبي الله؛ قال: فقال علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدْرِكْه؛ قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه، حتى إذا أصبح كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك).
(٤) في (م) و (ع) و (ب): هذا لهذا وهذا لذي. وهذا إشارة إلى الحديث المروي عن النبي ÷ أنه قال «علي قسيم الجنة والنار»، وقد روى الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية بسنده عن محمد بن منصور الطوسي قال: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل يا أبا عبد الله: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنَّ علياً #، قال: أنا قسيم النار؟ وماتنكر من ذا، أليس روينا أن النبي ÷، قال لعلي #: «لا يحبك إلَا مؤمن ولا يبغضك إلَا منافق»، قلنا: بلى، قال: أين المؤمن؟ قلنا: في الجنة، قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار، قال: فعليٌّ قسيم النار.