ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[58] وقال # إلى خليفة بغداد: [السريع/44]

صفحة 186 - الجزء 1

  وَزُلفَةُ الكَوثَرِ مَن رَبُّهَا ... يَسقِي ويُقْصِي بَعضَهُم بِالعِصِيّ⁣(⁣١)

  ومَن لِوَاءُ الحمدِ فِي كَفِّهِ ... أَخَفُّ مِن مِعضَدَةِ المُختَلِي⁣(⁣٢)

  ومَن شَبِيهُ النَّاقَةِ الحُجَّةِ الـ ... ـعُظمَى عَلَى حَيِّ ثَمَودَ العَصِيّ⁣(⁣٣)

  ومَن زَكَى خَاتَمَهُ رَاكِعَاً ... فَقَالَ فِيهِ اللهُ هَذَا وَلِيّ⁣(⁣٤)


(١) إشارة إلى الأحاديث الواردة في الحوض يوم القيامة، وهي كثيرة منها: عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله ÷: «ترد علي الحوض راية علي # أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه وأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقنا، ووازرنا الأصغر وناصرناه وقاتلنا معه؛ فأقول: رِدُوا مرئين، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها، وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر المنيرة ليلة البدر أوكأضوأ نجم في السماء»، ومنها: قوله ÷ «إذا كان يوم القيامة أقف على الحوض، وأنت يا علي والحسن والحسين تسقون شيعتنا وتطردون أعداءنا»، ومنها: عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ÷: «عليّ يوم القيامة على الحوض، لايدخل الجنّة إلاّ من جاء بجواز من علي بن أبي طالب #».

(٢) المعضدة: الآلة التي يقطع بها الشجر، والمختلي: القاطع. وهذا إشارة إلى حديث اللواء، ورواياته متعددة: فمنها: عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «يأتي على الناس يوم ما فيه راكب إلا نحن أربعة» فقال له العباس: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة قال: «أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي الحمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مديحة الحسن عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج تسعون ركناً، على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل العرش فينادي منادي من بطنان العرش ليس هذا بملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرشي، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم». ومنها: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷ لعلي: «أعطيت فيك تسع خصال، ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، واثنتان لك، وواحدة أخافها عليك: فأما الثلاث اللاتي في الدنيا: فإنك وصيي، وخليفتي في أهلي، وقاضي ديني. وأما الثلاث اللاتي في الآخرة: فإني أعطى لواء الحمد فأجعله في يدك فآدم وذريته تحت لوائك، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت. وأما اللتان لك: فإنك لن ترجع بعدي كافراً، ولا ضالاً. وأما الواحدة التي أخافها عليك: فغدر قريش بك بعدي».

(٣) إشارة إلى الأحاديث الواردة في أن قاتل علي # شبيه عاقر الناقة، وهي روايات كثيرة، منها: عن علي قال: سمعت رسول الله الصادق المصدوق يقول: «إنك ستُضرب ضربة هاهنا، وضربة هاهنا - وأشار إلى صدغيه - يسيل دمها حتى تخضب لحيتك، ويكون صاحبك أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود». ومنها: عن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله ÷: «ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبل منه هذه - يعني لحيته -».

(٤) هذا البيت إشارة إلى آية الولاية ونزولها في علي #، وهي قوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة]. وأما سبب النزول فقد أجمع أهل البيت $، وأجمع المؤرخون والمفسرون على نزولها في علي #، وذلك كما روي عن ابن عباس، قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممَّن قد آمنوا بالنبي ÷، فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلو على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا، فقال له النبي ÷: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ =