[140] وقال # إلى السلاطين بني حاتم: [الطويل/36]
[١٤٠] وقال # إلَى السلاطين بني حاتم: [الطويل/٣٦]
  بَنِي حَاتِمٍ لا تُبطلُوا سَعيَ حَاتِمٍ ... قديماً إلَى غَايَاتِ سُبْلِ المَكَارِم
  فَلَو كَانَ يُغنِي والِدَاً فِعلُ جدِّه ... كَفَتنَا مَسَاعِي هَاشِمٍ وابنِ هَاشِم
  وأنتُم ذُرَى قَحطَانَ طُرَّاً وصِيْدُهَا ... وأضربُهَا فِي المأزِقِ المُتَلَاحِمِ(١)
  وفيكُم أبو البَسَّامِ بِشرُ بنُ حَاتِمٍ ... ومَن هو فِي جُودِ اليَدَينِ كَحَاتِمِ(٢)
  وقد جَاشَتِ الغُتْمُ الأعاجِمُ نَحوَنَا ... يَرُومُونَ سَرحَاً رَبُّهُ غَيرَ نَائِمِ(٣)
  ولَيسَ لنَا من عَاصِمٍ غَيرَ دِينِنَا ... وَلَا وَزَرٌ غَيرَ السُّيُوفِ الصَّوَارِم
  ومَا حَربُنَا للقومِ غَيرَ حَمِيَّةٍ ... على بَيضَةِ العُربِ الحُمَاةِ الأكَارِم
  فمَا خَيرُكُم إن أنفدَتنَا سُيُوفُهُم ... وما عُذرُكُم إن أنفدتْهُم لَهَاذِمِي(٤)
  ومَا بَينَنَا للدَّفعِ عن حَوزَةِ العُلَى ... وَبَينَ الأعادِي غَيرَ حَزِّ الغَلاَصِمِ(٥)
  هُمُ ظَالِمُوا أَجرَ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... وهُم جَاحِدُوا فَضلَ الوَصِيِّ وفَاطِمِ(٦)
  أهَمدَانُ مَا صِفِّينُ غَابَ حَدِيثُهَا ... عَلَيكُم ولَا أيَّامُ دَيْرِ الجَمَاجِمِ(٧)
(١) المأزِق كمجلس: المضيق.
(٢) المراد حاتم الطائي، المشهور جوده وكرمه بين العرب.
(٣) الغتم بالضم: الذي لا يفصح شيئاً.
(٤) اللهاذم جمع لهذم كجعفر: القاطع من الأسنة.
(٥) الغَلْصَمَةُ: اللَّحْمُ بَينَ الرَّأسِ والعُنُقِ، أو العُجْرَةُ على مُلْتَقَى اللَّهاةِ والمَريءِ، أو رَأسُ الحُلْقومِ بشَوارِبِه وحَرْقَدَتِهِ، أو أصْلُ اللسانِ.
(٦) إشارة إلى قوله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، فمودة قربى رسول الله هي أجرته على تبليغ الرسالة، فيكون بغضهم ظلماً لأجرة رسول الله ÷.
(٧) دَير الجماجم: موضع بظاهر الكوفة، واختلف في سبب تسميته بهذا، فقيل: لأنه كان يصنع به الأقداح من الخشب، والقدح يسمى الجمجمة، وقيل: الجمجمة البئر التي تحفر في الأرض السبخة، وقيل غير ذلك، وفيه كانت الوقعة التي دارت بين عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث تحت راية الإمام الرضى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وبين الحجاج بن يوسف قائد عبد الملك بن مروان، سنة (٨٢) ه، وكان عدد جيش ابن الأشعث مائة ألف ممن يأخذون العطاء ومثلهم معهم من مواليهم، والحجاج في جموع وأمداد كثيرة وكثيفة من الشام، وخندق كل منهم على نفسه، واستمرت الحرب مدة طويلة، فقد قيل بأن مدتها مائة يوم وثلاثة أيام، لأن ابن الأشعث نزل بدير الجماجم في الثالث من ربيع الأول، وكانت الهزيمة في العاشر من جماد الآخرة، ودارت فيها معارك كثيرة كانت الغلبة في أكثرها لابن الأشعث على الحجاج، فلما كان في آخرها قصد الحجاج كتيبة القراء فقتل منهم مقتلة عظيمة، وانهزم الناس فيها، وهرب ابن الأشعث وقتل أكثر الفقهاء والقراء الذين كانوا في جيش ابن الأشعث، وتفصيلها يطول.