ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[142] وقال # وقد بلغه ورود السفير من الملك الظاهر [واسمه غازي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب] بكتب، وعوقه جند اليمن عن القدوم إليه في ربيع الآخر سنة ست ستمائة: [المتقارب/59]

صفحة 333 - الجزء 1

  حَمَى الثَّغرَ بِالمَقرُبَاتِ الجِيَا ... دِ كَالطَّيرِ تَقصُدُ أَوكَارَهَا

  وجَاهَدَ عن مِلَّةِ المُصطَفَى ... وأدرَكَ من ضِدِّهَا ثَارَهَا

  وأجَّتْ نِيَارُ وُلاَةِ الضَّلَا ... لِ فأخْمَدَ مُعتَمِدَاً دَارَهَا

  ومَدَّت حَبَائِلَ آمالِهَا ... فَقَطَّعَ فِي الرَّوعِ أعمَارَهَا

  ومن حَولِه أُسُدُ المُسلِمِيـ ... ـنَ قَد جَعلَت ذِكرَهَا زارَهَا⁣(⁣١)

  فَكَم جَولَةٍ شَدَّ أطنَابَهَا ... وكم حَومَةٍ رَدَّ تَيَّارَهَا⁣(⁣٢)

  فَرحمةُ رَبِّي عَلَى رُوحِهِ ... عَشَايَا العُصُورِ وَأبكَارَهَا

  ومَاتَ وأبقى لنَا بَعدَه ... شُمُوسَ المُلوكِ وأقمَارَهَا

  تَرَى الصِّيدَ تَقصِدُ أبوابَهَا ... لِتَرفَعَ بالحَفَدِ أقدَارَهَا⁣(⁣٣)

  فطَورَاً تُقبِّلُ أقدامَهَا ... وطورَاً تُمَسِّحُ آثارَهَا

  وقد ظهرَ الظَّاهِرُ المُسْتَعيـ ... ـنُ بالله يَنقِمُ أوتارَهَا

  فَقَلَّلَ أبيَاتَ أعدائِهَا⁣(⁣٤) ... وقَلَّمَ بالنَّتْرِ أظفارَهَا⁣(⁣٥)

  فقُم دَاعِيَاً لِبَنِي أحمَدٍ ... لِتملِكَ ملْ الأرضِ أقطارَهَا⁣(⁣٦)

  وشِلْ ضَبْعَهَا من عِثَارِ العِنَا ... دِ وكُن مِن مُعَانِدِهَا جَارَهَا

  فقد طَالَ ما مُنِعَتْ حَقَّهَا ... وَساقَت عَصى الظُّلمِ أخيَارَهَا

  أبُونَا الوَصِيُّ حَمَى المُسلِمِيـ ... ـنَ وثَبَّتَ بالعلمِ أخيَارَهَا

  وقامَ لَهُ النَّصُّ يومَ الغَدِيـ ... ـرِ فرَدَّتْهُ واتَّبعَت عَارَهَا


(١) الزأر: صوت الأسد، والمعنى: شبههم بالأسود التي تزأر، ولكن زأرهم هو ذكرهم لله.

(٢) حومة القتال: معظمه، أو أشد موضع فيه.

(٣) الحفد محركة: الإسراع في المشي دون الخبب.

(٤) كذا في الأصلية، وفي بقية النسخ: فلفل أنياب أعدائها.

(٥) هذه اللفظة تحتمل أن تكون على أربعة ألفاظ محتملة المعنى هما: تحتمل أن تكون (بالنتر) وهو جمع النترة: وهي الطعنة النافذة، وتحتمل (بالنبر) يقال: طَعْنٌ نَبْرٌ أي مُخْتَلَسٌ، كأَنَّه يَنْبِرُ الرُّمْحَ عنه، أي: يَرْفَعُهُ بسُرْعَةٍ، وتحتمل (بالبَتْر) وهو القطع أو الإستئصال، وتحتمل (بالبُتر) جمع باتر، يقال سيف باتر وبتار وبُتار: أي قاطع، وقلم الظفر هنا: كناية عن القتل.

(٦) أي لتملك من الأرض.