ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكم من يدعي الإمامة وليس من أهل البيت]

صفحة 379 - الجزء 1

  لا أنْس فِي بَوْرُوْدَ فِعْلَ النَّاصِرِ ... الحسنِ الفَذِّ الإمامِ الطَّاهِر⁣(⁣١)

  بكل رجسٍ ذي عنَادٍ فاجِرِ ... خَبٍّ لئيمٍ دَاعِرٍ مُمَاكِر

  ولا فعالَ الناصرِ بنِ الهَادِي ... يوم نُغَاش فِي ذوي الفسَادِ⁣(⁣٢)

  إذ صيَّر القوم كصرعى عادِ ... بالسُّمْرِ والمُرْهَفَةِ الحِدَادِي

  وكم ليحيى ذي الأيادي السابقه ... من حملةٍ نحو الأعادي صادِقَه

  كأنها فوق الطغاة صاعقَه ... مشفوعة بزحفة وبارِقَه

[حكم من يدعي الإمامة وليس من أهل البيت]

  أقول قولاً فافهموا تأويلَه ... ثم اتْبَعُوا هُدِيتُمُ سَبِيلَه

  واستمعوا - لِتَرْشُدُوا - دليلَه ... فمَا طَرِيقُ الحق بالمجهولَه

  ما قولكم فِي مؤمنٍ صَوَّامِ ... موحِّدٍ مُجْتَهِدٍ قَوَّام

  حَبْرٍ بكلِّ غامِضٍ عَلَّامِ ... وذِكْرُهُ قَدْ شَاعَ فِي الإسلام

  لَمْ يَبْقَ فَنٌّ مِنْ فُنُونِ العلْمِ ... إلا وقد أَمْسَى لَهُ ذا فَهْم

  وهو إلَى الدين الحنيف يُنمِي ... مُحَكَّمُ الرأي صحيحُ الجِسْم

  ومالَهُ أَصْلٌ إلَى آلِ الحَسَنْ ... ولا إلَى آلِ الحُسَيْنِ المُؤتَمَنْ

  بَلْ هو مِنْ أَرْفَعِ بَيْتٍ فِي اليمَنْ ... قد استوى السِّرُّ لَدَيْهِ والعَلَنْ

  ثُمَّ انْبَرَى يَدْعُو إلَى الإِمَامَه ... لِنَفْسِهِ المُؤْمِنَةِ القَوَّامَه

  ثَمَّتَ أجرى بالقَضَا أَقْلَامَه ... وأَنْفَذَتْ أَسْيَافُهُ أَحْكَامَه

  وقَطَعَ السارقَ والمُحَارِبَا ... واسْتَلَّ للعَاصِينَ سَيْفَاً قَاضِبَا

  وقَادَ نَحْوَ ضِدِّهِ المَقَانِبَا ... وبَثَّ فِي أرضِ العِدَى الكَتَائِبَا


(١) بورود: وقعة للإمام الأطروش الناصر الكبير الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين $، وكانت مع أحمد بن إسماعيل الساماني المتولي للنواحي الخراسانية من قبل الدولة الغاشمة العباسية، وبلغ عدد القتلى من العباسيين خمسة وعشرين ألفاً.

(٢) يوم نغاش - بضم النون - وقعة بين الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الهادي إلَى الحق يحيى بن الحسين $، وبين عبد الحميد القرمطي وأولاد النجار الكوفي والباطنية، وكانت معركة حاسمة، هزم الباطنية فيها هزيمة منكرة، وقتل منهم أعداداً كثيرة لا يعلم عددهم إلا الله، والتفاصيل فِي الشرح صـ ٤٥٠.