[163] وقال # في أمر المطرفيه وبيان كفرهم هذه المقصورة: [الكامل/246]
  فَكَيفَ يَرجُوا أَن يَشُقَّ مَرْوَتِي ... أُعَيقِدٌ بِأنفِهِ إذَا عَوَا(١)
  قُمتُ وَحبلُ الدِّينِ وَاهٍ مَتْنُهُ ... ثُمَّتَ هَا هُو جَمَلٌ صَعبُ القُوَا
  رَأيتُ أسبَابَ الهُدَى قَد مَرَجَت ... وَالنَّاسُ من خَوفِ العِدَى عَلَى شَفَا
  فَقُمتُ للهِ تَعَالَى غَاضِبَاً ... بِعزمَةٍ صَادِعَةٍ صُمَّ الصَّفَا
  مُشَمِّرَاً عَن نِصفِ سَاقِي قَاصِدَاً ... للهِ رَبِّي فِي القِيَامِ وَالدُّعَا
  فَجَاءَنِي كُلُّ بَنِي مُطَرِّفٍ ... يَقُودُهُم شُيُوخُهُم شِمطُ اللِّحَى
  فَبَايَعُوا فَقُلتُ هَذِي تَوبَةٌ ... قَد طَمَسَت مِن فِعلِهِم مَا قَد مَضَى
  فَلَم يَكُن إِلَّا لَيَالٍ قِلَّةٍ ... ثُمَّ استدَارَ أمرُهُم دَورَ الرَّحَى
  واستَبدَلُوا بِالرُّشدِ غَيَّاً ظَاهِرَاً ... وَبِالجِنَانِ المُستَنِيرَاتِ لَظَى
  فَقُلتُ يَا قَومِ هَلُمُّوا مَا لَكُم ... يَا قَومِ مَهلاً مَا عَدَا مِمَّا بَدَا
  أنتُم عَن الحربِ ضِعَافٌ فاربَعُوا ... فَالَّليثُ لَا يَذعَرُهُ صَوتُ الحَدَا
  ولَا الصَّهِيلُ كَالزَّفِيرِ ضَحوَةً ... وَلَا الزَّئِيرُ فِي العَرِينِ كَالضَغَا(٢)
  نَحنُ الذِينَ إِن بَدَت نَارُ الوَغَى ... خُضنَا لَظَاهَا واغتَسلَنَا بِالجَذَا
  وإِن نَأت أَسيَافُنَا عن مَضرَبٍ ... فِي مَأقطِ الموتِ وَصَلْنَا بالخُطَا
  أَبنَاءُ مَن أحيَا الهُدَى بِبَأسِهِ ... وَعَلَّمَ الرُّشدَ ومَن سَنَّ القِرَى
  وَكُلُّ مَن صَلَى بِغَيرِ ذِكْرِنَا ... فَإنَّهَا يَا أجهَلَ النَّاسِ مُكَا(٣)
  رَميتُمُ نُفُوسُكُم من مِقْوَلِي ... بِنَافِذَاتٍ مُصعِقَاتٍ لِلأَسَى
  وَكُنتُمُ كَبَاحِثٍ عن حَتفِهِ ... بِظِلفِهِ فَذَاقَ مَكرُوهَ الثِّوَا
  ألَم يُنَبِّئكُم لَبِيبٌ عَارِفٌ ... بِأنَّنَا نَثبُتُ فِي ظِلِّ اللِّوَا
  وَكَم مَلِيكٍ جَمَّةٍ جُنُودُهُ ... قُلنَا لَهُ سَامِحْ وقدنَاهَ ضُحَى
  وَفَارِسٍ منَّا كَبَا جَوَادُهُ ... فَأَعمَلَ الرُّمحَ طِعَانَاً أو قَضَى
(١) أعيقد تصغير أعقد: وهو الكلب أو الذئب الملتوي الذنب.
(٢) الصهيل: حدة الصوت مع بحح. الزفير: أول صوتي الحمار، والشهيق آخره. الزئير: صوت الأسد من صدره. العرين كأمير: مأوى الأسد. الضغا: صياح السنور.
(٣) المكا: الصفير.