[191] وقال # إليها: [الطويل/8]
  حَلَفتُ بِرَبِّ الوَاقِفِينَ عَشِيَّةً ... على عَرَفَاتٍ والصَّفَا والمَشَاعِر
  لَقَد علِقت منكم حِبَالٌ مَتِينَةٌ ... بِأكبَادِنَا من بَينِ بَادٍ وحاضِر
  لَعمرِي وما عُمْرِي عليَّ بِهَين ... لَعِصيانُكُم للأمرِ إحدَى الكَبَائِر
  رَعَاكُم لَنَا مَن نَرتَجِي جَمعَ شَملِنَا ... بِألطَافِهِ الحُسنَى وطيبِ العَنَاصِر
  نُحَاوِلُ لُقيَاكُم وقَد حَالَ دُونَكُم ... غِلَاظُ رِقَابٍ كَالُّليُوثِ القَسَاوِر
  وَصُهْبٌ لِحَاهُم رَاكِزُونَ رِمَاحَهُم ... بِأيدِيهِمُ بِيضُ السُّيُوفِ البَوَاتِرِ(١)
  أَفِي الحَقِّ أنَّ النَّاسَ طُرَّاً تُطِيعُنِي ... وتَعصُونَنِي هذا فِعَالُ المُكَابِر
  حَلَفتُ بِمَن طَافَت قُرَيشٌ بِبَيتِهِ ... وحَجَّت لَهُ طوعَاً على كل ضَامِر
  لَئِن لَم يقُم لِي ما أُرِيدُ لَتَمْزَعَنْ ... عِظَامَ الجَآجِي وَاسِعَاتُ المناخِرِ(٢)
  بِكُلِّ قُرَيشِيٍّ طَوِيلٌ نَجَادُهُ ... سَلِيمُ نَوَاحِي الصَّدرِ حُلوُ الضَّمَائِر
  لَهُ من ذُرى فرْعَيْ عَلَيٍّ وأحمدٍ ... مَنَاسِبُ غُرٍّ كَالنُّجُومِ الزَّوَاهِر
  يَدُّقُ الرُّدَينِيُّ الأصمُّ كُعُوبَهُ ... ويَفرِي غِرَارُ السيف رأسَ المكابِرِ(٣)
  فَمَا لِي وما للبَينِ لاَدَرَّ دَرُّه ... لقد مَنِيت نَفسِي بِدَاءٍ مُخَامِر
[١٩١] وقال # إليها: [الطويل/٨]
  ذَكَرنَاكُمُ والسُّمرُ تَخطُرُ بَيننَا ... ولَم يُنْسِنَا سِلمٌ هَوَاكُم ولَا حَرْبُ
  وَقُلنَا وأيدِي البَينِ قَد شبَّتِ النَّوَى ... أَلَا هَل لِبُعدِ الدَّارِ دُونَكُمُ قُرْبُ
  لَئِن كَانَ رُوحُ الحُسنِ جِسمَاً مُصَوَّرَاً ... فأنتُم لَهُ العَينُ الصَّحِيحَةُ والقَلْبُ
  رَعَينَا رِيَاضَ الوَصلِ خُضْرَاً نَوَاظِرَاً ... فأعقَبَهُ النَّأيُ المُشَتَّتُ والجَدْبُ
  وَمَا أنسَ لَا أنسَ الحديثَ الذي لَكُم ... ومِن دُونِهِ فِي حُسنِهِ اللؤلؤُ الرَّطْبُ
  وَلَا والذي طافَت قُرُيشٌ ببيته ... ولبَّتْ لأنتُم عِندَنَا النَّفسُ واللُّبُ
  أَغِزلاَنَ أجرَاعِ الصُّرَيمَةِ واللِّوَى ... لِشَبَهِكِ من نَهوَى أُتِيحَ لَكِ الحُبُّ
(١) الصهب: حمرة أو شقرة في الشعر.
(٢) والمزع والتمزيع: التقطيع والتفريق، والجآجئ جمع جؤجؤ وهو الصدر، وقيل الجَآجِئُ: مُجْتَمع رُؤُوس عظام الصَّدْر؛ وقيل: هي مواصِلُ العِظام في الصدر، يقال ذلك للإنسان وغيره مِنَ الحَيوان. وواسعات المناخر: أي الخيول، والمعنى لتقطعن صدورهم الخيول حين تدوسهم وتطؤهم بحوافرها.
(٣) الغِرار بالكسر: حد السيف والسهم والرمح.