[198] وقال # في ولده سليمان وأمه أم ولد تركية [في ربيع الأول سنة أربع وستمائة]: [المتقارب/31]
  وَتُعطِي السَّؤولَ وتَعصي العَذُو ... لَ وتَثنِي الحُسَامَ كليلَ الطَّرَفْ(١)
  وَتَحفظُ دِينَ مَلِيكِ العِبَا ... دِ وتلفِقُ من أمرهِ ما اختَلَفْ
  وَجَارُك تُنْزلُهُ بِالسِّمَا ... كِ إذَا حلَّ جارُ عِداك الخَسَفْ(٢)
  وَتلمَعُ نُورَاً يُجَلِّي الظَّلَا ... مَ إذا غاب بَدرُ الدُّجَى أو خَسَفْ(٣)
  وَتَفصِلُ من مشكلات العُلُو ... مِ دَقَائِقَهَا حينَ تَخشَى الجَنَفْ(٤)
  فَلَيسَ الأشايبُ مثلَ الصَّمِيـ ... ـمِ ولا مُنتَقَى التَّمر مثل الحَسَفْ(٥)
  وَهَل تُزهِرنَّ إذا اعْلَنكَستْ ... كبدرٍ يجَلِّي ظلامَ السُّدَفْ(٦)
  إذَا طرقَ الضيفُ بعد العِشَا ... ءِ وقد طَالَ ليلُهُم وانتَصَفْ
  وَلَعَّتْهم الريحُ وسطَ الرِّحَا ... لِ بقِطقِطِ شفَّانِهَا إن عَصَفْ(٧)
  وأمسى الكُلَيبُ يُهِرُّ الرِّعا ... ءَ على النَّارِ ما زجَروه ازدَلَفْ
  وَتَلقَى بِبِشرٍ يُزِيلُ الغَرَا ... مَ وتُوسِعُ بِرَّاً يُمِيطُ القَشَفْ(٨)
  وَمَا أنتَ إن قِيلَ أينَ الفَتَى ... لِسَدِّ الثُّغُورِ وحَمْلِ الكُلَفْ
  وعِنْدَ انتِطَاحِ كِبَاشِ الهِيَا ... جِ أتُردِي الكَمِيَّ وتَحمِي السِّنَفْ(٩)
  وتُضفِي على الأقربين الجَنَا ... حَ وتَستُرُهُم بِفَضُولِ الكَنَفْ
  فَأهونُ من ضَيعَةِ الأقَرَبِيـ ... ـنَ على الحُرِّ فاحفَظْهُ عضُّ الرُّضَفْ(١٠)
  وَكُن جَبَلاً عَاصِمَاً للمُضَا ... فِ إذا رَاعَ ريْعاَنُهَا ثُمَّ خَفّْ
(١) الطرف: هنا الحد، لأن حد السيف في طرفه.
(٢) السماك: النجم العالي. والخسف: هنا معناه: العمق من ظاهر الأرض.
(٣) في البيتين جناس تام في كلمتي الخسف، فالأول: بمعنى العميق من ظاهر الأرض لأنها في مقابل السماك وهو العالي، والثاني بمعنى: ذهاب الضوء والنور.
(٤) الجنف: الميل عن الحق.
(٥) الأشائب: أي المشوب المختلط بغيره. والصميم: الخالص. والمنتقى من التمر: الجيد الخالص. والحسف: الرديء.
(٦) المعلنكس: الشديد السواد الكثيف.
(٧) القِطقط بالكسر: المطر الصغار، أو البرد الصغار. وشفان: أي برد وريح.
(٨) القَشَفُ، مُحرَّكةً: قَذَرُ الجِلْدِ، ورَثاثَةُ الهَيْئَةِ، وسُوءُ الحالِ، وضِيقُ العَيْشِ.
(٩) السِّنف بكسر السين وفتح النون: جمع سِنفة: وهي الجماعة أو الصنف.
(١٠) الرضف: الحجارة الحارة.