ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الكلام في النوادر

صفحة 510 - الجزء 1

  ومنه قال العَالِمُ اجتنَاحُ ... كالطيران مالَهُ جَنَاحُ⁣(⁣١)

  ومنه سَاجٍ وهو مِنْ سُكُونِه ... كالطير إذْ يأوِي إلى وُكُونِه⁣(⁣٢)

  ومنهُ جَريٌ عدْوُهُ كالمُدِّخِرْ ... لعدوِهِ إن أعوز الخيلُ الحُضُرْ

  وجري طِرفٍ عندهم مِسوَاطُ ... يأتي به من ساقه السِّيَاطُ

  ومنه جري في البسيطِ سَكَبُ ... إذا انقضى عَقبٌ أتاهُ عَقْبُ

  يسمو لَهُ جَوَادُهُ برأسِه ... فلا يَحُلُّ الرَّبو في أنفَاسِه

  ومنه إلهَابٌ يكادُ يَسبِقُ ... طَرْفَ الذي يُبصرُ إذ يحقَّقُ

  ومنه وَقْعٌ قال قومٌ وهَوَجْ ... وما به زيغ ولا فيه عِوَجْ

  ومن تناهي جريهِنَّ المنتشرْ ... وهو افتعال من شبا الطرف الأشرْ

  كما يقالُ في الجيادِ مؤتلقْ ... من أولَقَ الجِنُّ وقَلَّ ما سُبِقْ

  وقد يقالُ جَريُهُ المُرَوَاَحه ... يبدِلُ عن جَارِحَةٍ بِجَارِحَه

  والنكسا جريُهَا المقَارِبْ ... كأنما يحذر أن يواثِبْ

  والمرطا وهو أعلى حَضْرِه ... يزِيدُ ما يُمكنُهُ فِي قَدْرِه

  والإنصرَاخُ وهو أقصَى غايَه ... وما علمنا بعده نِهَايَه

  ومنه جريٌ عندهم خِنَافُ ... ليدِهِ ورأسِهِ ائتِلاَفُ

  ومنه زَمٌّ منهُ يُدعى الزَامُ ... يعلو على فارسهِ اللِّجَامُ

  ومنه تَخبيبٌ إذا تَنَاوَى ... ولم تَكُن بسطتُهُ تُسَاوَى

  ومنه مَعجٌ طَرفُ ذاك مَاعِجُ ... تنصره الأعناقُ والدَّوَارِجُ

  ومنه إهذَابٌ فمنه مُهْذَبْ ... جريٌ سريع نارُهُ تَلَهَّبْ

  ومنه نَهبٌ طِرفُهُ مَنَاهِبُ ... طريقه في الجري نَهجٌ لاَحِبُ

  وبعده التقاذُفُ المشهُورُ ... كأنه الشَّوْذَانِقُ المَطِيرُ

  يرمي بِمَا تَحوِي يداه قُدُمَا ... كأنه السهم طَحَاهُ من رَمَى

  ومنه جري عندهم إجْمَارُ ... يصرعُ منه الهِيقُ والحِمَارُ


(١) الإجتناح: أن يكون حضر الفرس لأحد شقيه يجتنح عليه ويعتمد عليه.

(٢) الساجي: هو الذي تراه في حضره طافياً فوق الأرض لاتكاد تستبين رجع قوائمه من سكونه.