[243] وقال # مرثية في الأمير الشهيد مجد الدين يحيى بن محمد ¥ وكانت وفاته في شهر صفر لثمان وستمائة آخر ربوع في صفر: [الوافر/53]
[٢٤٣] وقال # مرثية في الأمير الشهيد مجد الدين(١) يحيى بن محمد ¥ وكانت وفاته في شهر صفر لثمان وستمائة آخر ربوع في صفر: [الوافر/٥٣]
  أمَرُّ الوجدِ ما أجرَى الدُّمُوعَا ... وأضلَعَ من مَضَاضَتِهِ الضَّلِيعَا(٢)
  وهَاضَ المُسْمَهِّرَ بِنَاجِذَيهِ ... وصَيَّرَ كُلَّ قَرَّاعٍ قَرِيعَا(٣)
  خَلِيلِي إنَّ هَذَا الدَّهرَ غُولٌ ... تَلوَّنَ فانبْرَى خَلْقَاً فَظِيعَا
  يُخَادِعُنَا فَيُورِدُ نَاهَلِينَا ... بِرِفقِ خِدَاعِهِ الَّآلَ اللَّمُوعَا(٤)
  ومُسْتَسْقٍ لِدُنيَاهُ سَقَتْهُ ... عَلَى ثَقَةٍ بِهَا سُمَّاً نَقِيعَا
  تُنَازِعُنَا النُّفُوسُ لَهُ نِزَاعَاً ... فَتُوليِنَا القَطيعَةَ والنُّزُوعَا
  ونَحْلِبُ دَرَّ نَائِلِهَا ثَلُوثَاً ... ونَستَمْرِي نَوائِبَهَا رَبُوعَا
  فإن تَرَنِي جَزِعتُ فطالَ مَا لَمْ ... أكن من عظم حادِثِها مَرُوعَا
  مُصَابُ الطَّالِبِيِّ أَبِي حُسَينٍ ... حَمَى أجفَانَ أعيُنِنَا الهُجُوعَا
  فَقْدَنَاهُ حُسَامَاً مَشرَفِيَّاً ... وبَحْرَاً زَاخِرَاً وَحَيَاً مَرِيعَا
  إمامَ أئمةٍ وشِحَاكَ ضِدٍّ ... ولَيثَاً خَادِرَاً وحِمَىً مَنِيعَا
  نُوَدِّعُهُ ونَأمُلُ أنْ يُوَافِي ... إلينا فِي عَسَاكِرِهِ سَرِيعَا
  وفِي المعلُومِ أنَّ الحشرَ وَعْدٌ ... مَتَى شِمْنَا لِغُرَّتِهِ طُلُوعَا
  دَعتْهُ مَنِيَّةٌ فَأجَابَ سَعْيَاً ... وكان لَهَا وإن عظُمَتْ سَمِيعَا
  مَضَى قُدُمَاً كَأنَّ الموتَ غُنْمٌ ... ولَمْ يقصدْ إلى الدُّنيَا رُجُوعَا
  لَعَاً لَكَ مِن فَقِيدٍ أورَثتْنَا ... رَزِيَّتُهُ الكَآبَةَ والخُشُوعَا
(١) الأمير الكبير المجاهد الشهيد مجد الدين يحيى بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى، من سادات العترة الطاهرة، وعلماء الآل الأخيار، وقواد الجنود المنصورية، وأمراء العصابة الزيدية، بلغ في العلم الغاية القصوى، وكان ممن يؤهل للإمامة، ويرجى لحمل الزعامة، سئل الإمام المنصور بالله # عمن يصلح للقيام بالأمر بعده، فأشار إلى الأمير مجد الدين، ذكر ذلك في تلقيح الألباب في أحكام السابقين وأهل الإحتساب، جاهد مع الإمام المنصور بالله # وتولى له، واستشهد في أحدى المعارك يوم الأربعاء في صفر سنة ثمان وستمائة، وقبره في هجرة الخموس من بلاد عذر في المشهد مشهور مرور.
(٢) أضلع: أمال. والضليع: الشديد الغليظ.
(٣) هاض العظم يهيضه: كسره بعد الجبور. المسمهر: الذكر.
(٤) الآل: السراب، أي يورد الناهلين بخداعه مورداً لا ماء فيه كالسراب، يخدعهم ببريقه ولمعانه.