ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[243] وقال # مرثية في الأمير الشهيد مجد الدين يحيى بن محمد ¥ وكانت وفاته في شهر صفر لثمان وستمائة آخر ربوع في صفر: [الوافر/53]

صفحة 564 - الجزء 1

  صَرِيعُ أسِنَّةِ الفُسَّاقِ أكرِمْ ... بِهِ فِي ذَاتِ خَالِقهِ صَرِيعَا

  شَرَى لله مُهجَتَهُ فأعْزِزْ ... بِهَا وبِهِ على حالٍ مَبِيعَا

  يُهَوِّنُ ما أُلَاقِيهِ بِأَنَّ الـ ... ـذِينَ سَطَوا بِهِ قُتِلُوا جَمِيعَا

  وأَنَّ أَخِي سَخَا بالنَّفسِ فِيهِ ... مُوَاسَاةً فَصَارَ لَهُ ضَجِيعَا⁣(⁣١)

  وأَنَّ بَنِي أبِي وسُرَاةَ قَومِي ... وغُرَّ صَحَابَتِي خَاضُوا النَّجِيعَا

  فَرَدُّوا السيفَ مثلُومَاً خَضِيبَاً ... ورَدُّوا الرُّمحَ مقصودَاً صَدِيعَا⁣(⁣٢)

  وصارُوا حولَهُ الأبطالَ صَرعَى ... يُشَبِّهُهَا مُشَاهِدُهَا الجُذُوعَا

  حِفَاظُ أكارِمٍ عَافُوا الدَّنَايَا ... وخَافُوا قَولَ حَاسِدِهمْ أُضِيعَا

  وقد هَزَمُوا أعادِيهِم وطَالَتْ ... وضَلَّ السيفُ يختطِفُ المنِيعَا

  حَمتْ بَاقِيهِمُ الظلمَا فأضحَتْ ... جَهالَةُ مانئٍ فَجرَاً صَدِيعَا⁣(⁣٣)

  ونَحْنُ لَهُم طِوَالَ الدَّهرِ حَتفٌ ... نُزِيرُهُمُ المهنَّدَ والوقِيعَا

  علينَا أنَّ نُزِيرَهُمُ رِجَالاً ... تَرَى أدنَى مَعَاوِزِهَا الدُّرُوعَا⁣(⁣٤)

  جُيُوشَاً من أفَاضِلِ كُلِّ حَيٍّ ... تَرَى أدناهُمُ بَطَلاً شَجِيعَا

  تَظَلُّ البُلْقُ فِي الحَافَاتِ مِنهَا ... وتُضحِي الشَّامِخَاتُ لَها خُشُوعَا

  يُكِبُّ الطيرَ عِثيرُهَا فَتُضحِي ... عَلَى الأذقانِ سَاقِطَةً رُكُوعَا

  تَصُدُّ الرِّيحَ غَابُ السُّمْرَ مِنهَا ... فَتُلزِمُهَا على الكُرْهِ الرُّجُوعَا

  أَيحَيى ليتَ عينَك أبصرتْنَا ... لَفقدِكَ ليسَ عن ذُلٍّ خُضُوعَا

  فقدنا منك بَحْرَ جَدَىً وعِلْمَاً ... وليثَ شجَاعَةٍ ونَدَىً رِبِيعَا

  ومنبعَ حِكمَةٍ ولَزَازَ خَصْمٍ ... إذا أضحَى مُقَدَّمُهَا تَبِيعَا

  ورَكبٍ كَابَدُوا لَيلاً بَهِيمَاً ... بَسطْتَ لَهُمْ بِهِ خُلُقَاً وَسِيعَا


(١) يعني أخاه أسد الدين الحسن بن حمزة بن سليمان، فإنه قاتل في ذلك اليوم قتالاً حسناً، وأبلى بلاءً عظيماً وقاتل على الأمير مجد الدين حتى قتل عنده. تمت من هامش النسخة الأصلية.

(٢) الرمح المقصود: المتكسر قطعاً.

(٣) يعني مانئ بن فاتك الحكيم رئيس المانويه القائلة بإلاهية النور والظلمة، وأن النور يفعل الخير ولا يفعل الشر أصلاً، وأن الظلمة تفعل الشر ولا تفعل الخير أبداً، فإن الظلام لما نجا بقية الأعداء من القتل كان ذلك من النفع الحاصل في الظلمة، ولو كانت على زعم مانئ لما نجو وقتلوا.

(٤) المعاوز جمع معوز: وهو الثوب الخلق المبتذل، والمعنى: أن أدنى لباسهم في الحرب هو الدروع دون غيرها من الأسلحة المعدة للحرب.