[248] وقال # ارتجالا لأمر اقتضى ذلك: [المنسرح/2]
  كم من فَتَىً يفرِي الرُّؤُوسَ غضبَه ... يأتِي إليهم لا يُصِيغُ نغْبَه
  وسيدٍ من مَجدِهِ فِي هَضبَه ... قد حَملُوهُ حُرْمَةً أو قُرْبَه
  وماجدٍ أبدوا لَهُ محَبَّه ... جاء إليهم قد أضلَّ لبَّه
  وناصِحٍ أهدى إليهم قُرْبَه ... أهدوا له الويلَ وأفنوا صحبَه
  وماجِدٍ قد فارقَ الأحِبَّه ... فِيهم أطالُوا سَبَّهُ وضَرْبَه
  وليس فيهم من يَحُوطُ صَحْبَه ... ومن إذا أسدَى جَمِيلاً رَبَّه(١)
  فقلْ لقحطَانَ الكِرَامِ نَدبَه ... قُومُوا انصروا الله وكُونُوا حِزبَه
  فكل من حاولَ عَالِي الرُّتبَه ... قادَ إليها دُهمَهُ وشُهبَه
  وَكُلَّ هضبٍ فِي يديه حُدْبَه ... وكل فَوهَا شَطبَةٍ هِضَبَّه(٢)
  من أعملَ السيفَ عَقِيبَ الوَثبَه ... أدركَ فِي الأعدَاءِ ما أحَبَّه
  مَنْ شَبَّ من حَرِّ الجِلَادِ شَبَّه ... فإِنَّهُ كالذَّهبِ المُشَبَّه
  من حَكَّمَ السيفَ وأمضَى غَربَه ... أدنَى إليه شَرقَهُ وغربَه(٣)
  من فارَقَ الآلافَ والأَحِبَّه ... لم يَنتَقِصْ مَا فِي يدَيهِ حَبَّه
  من جَعَلَ الزُّعفَ المَفَاضَ جُبَّه ... وصَيَّرَ السَّيفَ لَهُ مَذَبَّه
  وأقعصَ القِرنَ ودَقَّ صُلبَه ... واستعمَلَ العَنسَ الدِّقَاقَ الصَّلبَه(٤)
  كانَ العدُو فِي يدَيهِ نُهبَه ... وحازَ جهرَاً جَاهَهُ وكَسبَه
  إن شئت حَربَاً فاغشَ رأسَ الحَربَه ... وافصِم عُرَى قِرنِكِ وابتُر قَصَبَه(٥)
  وأندُب حُمَاةً فِي الوَغَى مُرِبَّه ... كُلُّ فَتَىً لَهُ الطِّعَانُ دِربَه(٦)
  عجبتُ والدَّهرُ يُرِيكَ عُجبَه ... من مُؤمِنٍ يَخضَعُ عندَ النَّكبَه
  إركب إلَى الطَّاعَةِ كُلَّ صَعبَه ... ولا تدعْ يَابِسَةً ورَطبَه
(١) ربه: أي جمعه وملكه.
(٢) الهضَبّ: الفرس الكثير العرق.
(٣) في البيت جناس تام في كلمة (غربه): المرادبالأولى: حد السيف. والمراد بالثانية: الجهة المعروفة.
(٤) القعص: الموت الوحي، ومات قعصاً: أصابته ضربة أو رمية فمات في مكانه. العنس: العود الصلبة أي الرمح.
(٥) الفصم: الكسر. والقَصَبُ: عِظامُ الأَصابعِ، وشُعَبُ الحَلْقِ، ومَخارِجُ الأنْفاسِ.
(٦) المرب: الرجل يجمع الناس، أو الجماعة الكثيرة.