[250] وقال #: [الخفيف/19]
  العيشُ نَومٌ والمماتُ هَبَّه ... ورهبةُ اللهِ تُزِيلُ الرَّهبَه
  مَنْ جعلَ الطَّاعَةَ منه دَأبَه ... لَم يَخشَ أهوالَ اللِّقَا وخَطْبَه
  ومن لَهَى عن ذكرِ دَارِ الغُربَه ... فقد أرادَ ذُو الجلَالِ كَبَّه
  من عامَل الله بِمَا أَحَبَّه ... ثُمَّ استأمَّ رُسلَهُ وكُتْبَه
  فازَ بِلَا شِكٍّ وَربِّ الكعْبَه ... ولَمْ يَبِع بِشهوَةٍ أو غَضبَه
  طاعَةَ ذِي العرشِ وقَضَّى نَحبَه ... وصادَمَ الجيشَ وقادَ سِربَه
  لَمْ يلقَ أهوالَ اللقَا وكَربَه ... بل اكتسَى سُنْدُسَه وشُربَه
  القولُ جَمٌّ عِندَنَا ونُخبَه ... وقد شَرِبنَا بَحرَهُ وعذبَه(١)
  وليس ذا آخرَ ما فِي الجَعبَه(٢)
[٢٥٠] وقال #: [الخفيف/١٩]
  لَا تَقُلْ فِي المُكَوَّناتِ قَدِيمٌ ... فهو جَهْلٌ وقلْ زَمَانٌ تَقَادَمْ
  آدَمٌ والِدُ البَرِيَّةِ طُرَّاً ... قد دَعوهُ لأُدمَةِ اللَّونِ آدَمْ
  فارَقَ الحُورَ والجنَانَ لذنْبٍ ... جاءَهُ سَاهِيَاً ولم ينوِ مأثَمْ
  فتَفَكَّرْ فينَا وما قَدْ رَكِبنَا ... من قَبيحٍ وظُلمُنَا يتَعَاظَمْ
  كم دُعِينَا إلى النَّجَاةِ مِرَارَاً ... فسمعنا وإنَّنَا نَتَصَامَمْ
  لو نَدِمنَا عَلَى الذُّنُوبِ نَجونَا ... غَيرَ أنَّا لِجَهلِنَا نَتَنَادَمْ
  كم خَطِيبٍ رَقَى على ذُروةِ المنـ ... ـبَرِ ينهَى عن ما به ظَلَّ يَازَمْ(٣)
  لَا زِحَامٌ على النَّجَاةِ وإنَّا ... لأُرَانَا على الرَّدَى نَتَزَاحَمْ
  نترَاخَى على الذُّنُوبِ وإِنَّا ... كُلُّ يوم على الهدَى نَتَنَاقَمْ
  كم نُهِينَا عن الكبَائِرِ فازدَدْ ... نَا جِمَاحَاً وخطبُنَا يَتَفَاقَمْ
  كم كَرِيمٍ على التُّرَابِ مُقِيمٍ ... ولئيمٍ من فَوقِ كُرسِيِّ سَاسَمْ(٤)
(١) النخبة: المختار.
(٢) الجَعبة: الكنانة.
(٣) أزم عليه: إذا واظب، أي ينهى عن أشياء يأتيها ولا ينتهي عنها.
(٤) ساسم كعَالَم: شجر أسود، أو شجر يعمل منه القسي.