ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الفترة الزمنية التي عاشها # في نشأته

صفحة 8 - الجزء 1

  وعن الفقيه العلامة الزاهد أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع.

  وعن الأمير الكبير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى $.

  فحفظ الإمام المنصور بالله # علوم آبائه، وعلوم الأمة حتى صار العَلَم المشار إليه، والكهف المرجوع في المشكلات إليه، فذاع صيته في الآفاق، وامتدت إليه الأعناق.

الفترة الزمنية التي عاشها # في نشأته

  وكانت الفترة الزمنية التي يعيش فيها الإمام المنصور بالله # أيام قراءته، من أشد الفترات الزمنية التي عاشها اليمن، حيث اشتدت فيه الفتن، وتأججت نيرانها وحصلت الإضطرابات في داخل أوساط أهل اليمن، وتفرقوا أحزاباً، حتى خمد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانتشر الفساد حتى كاد يعم جميع اليمن.

  ومن المعلوم أن اليمن ذات أهمية بالغة من الناحية التضاريسية، فهي تتمتع بجبالها الحصينة، وأرضها الخصبة، ومياهها العذبة.

  ومن الناحية التاريخية: فهي مشهورة بشخصياتها ورجالها الذين خلدوا أسمائهم، ونقشوا سيرهم على صفحات التاريخ القديم والحديث، وأهلها أهل نجدة وشجاعة وبسالة ووفاء.

  ومن الناحية الدينية: فهي من أوائل القبائل العربية دخولاً في الإسلام، وتمسكاً بأهل البيت $، وغير ذلك من المقومات الدينية والدنيوية والمعيشية في اليمن.

  وكانت تلك الفترة فترة منافسة بين الدول العظمى والدويلات القائمة في اليمن.

  فالدولة الأيوبية (الغز) كانت قد بسطت نفوذها في اليمن، وانتشر الفساد، فشربت الخمور، ونكحت الذكور، وعملت أعمال الفجور.

  أما بالنسبة لما يدور داخل الساحة اليمنية: فكما قال المؤرخ الشامي في تاريخ اليمن الفكري (٣/ ٢٢): كانت حسب أقول المؤرخين قد تمزقت إلى مشيخات ودويلات، فعدن وتعز إلى آل زريع، وذمار ومخاليفها لسلاطين جنب ومشائخها، وصنعاء وأعمالها إلى حدود الأهنوم يحكمها السلطان علي بن حاتم اليامي، وآل دعام يسيطرون على الجوف، وشهارة وما صاقبها لأولاد الإمام العياني، والجديب والشرف لسلاطين حجور، وتهامة اليمن للأشراف، وزبيد إلى بلاد حرض يملكها عبد النبي بن مهدي، وأصبحت كما قال الشاعر:

  وتفرقوا فرقاً فكل قبيلةٍ ... فيها أمير المؤمنين ومنبر