ولي الأمر
  ٤ - على الوالي أن يشاور ذوي الرأي والمشورة من أصحابه فيما يتعلق بمصالح المسلمين كتدبير شؤون الحرب والسلم، ونحو ذلك؛ فإنه بذلك يستدعي نصحهم له، وجِدَّهم في نجاح أمره، ويستجلب بذلك مودتهم.
  كما يؤخذ من الآية أن الوالي إذا شاور أصحابه في أمر، واستبان له ولهم الرأي السديد - فينبغي الْمُضِيُّ في ذلك، طالبين من الله النجاح، معتمدين عليه تعالى ومتوكلين، ولا ينبغي له ولهم التردد والتراجع بعد بيان سديد الرأي لهم.
  قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}[التوبة]:
  فيه أنه ينبغي أن يكون للوالي عناية عالية بصلاح الرعية في الدين والدنيا، وأن يسوءه أن يلحقهم شيء من المكاره والمضار والمفاسد، وأن يكون شديد التحنن عليهم وعظيم الرحمة بهم.
  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}[الجمعة]:
  بما أن الإمام قائم مقام النبي ÷ فعليه أن يقوم بما كان يقوم به النبي ÷ من الأعمال، فيجب عليه إذن: أن يتلو على الناس آيات الله تعالى، ويوضحها ويبينها، ويعلمهم أحكام الإسلام، ويحذرهم من التدنس بالمعاصي والآثام، ويحثهم على ما يرفع قدرهم، وتزكو به أنفسهم، وبناءً على هذا فيجب عليه أن يبعث الدعاة والمصلحين في نواحي البلاد يعلمون الناس معالم الإسلام، و ... إلخ.
  قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ ...}[النحل ١٢٥]: