الفقه القرآني،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ولي الأمر

صفحة 167 - الجزء 1

  {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}⁣[الأنفال ٦١]، وقوله تعالى: {وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ}⁣[النور ٦٢]، ونحو ذلك كثير في القرآن الكريم:

  يؤخذ من ذلك: أن أمر الحرب والسلم وقتال العدو وما يتعلق بذلك من شؤون الإمام، وأن ولاية ذلك إليه.

  قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}⁣[الإسراء]:

  يؤخذ من هذه الآية وما أشبهها، ومما قصه الله تعالى في القرآن عن أنبيائه، يؤخذ من جميع ذلك أنه يجب على إمام المسلمين أن يقدم الدعوة إلى أعداء الله تعالى، فيبين لهم الحق، ويحذرهم من الإعراض، ويكرر عليهم ذلك، فإذا أعرضوا عن الدعوة، وعاندوا وأصروا على ما هم عليه من الضلال - فحينئذ يجوز له قتالهم، وشن الغارات عليهم، أما قبل ذلك فلا ينبغي له ولا يجوز، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا}⁣[الروم ٤٧].

  قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}⁣[النساء ٥٩]:

  يؤخذ منه وجوب طاعة أمراء السلطان وولاته وحكامه.

  قوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ٦٠ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ٦١ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢}⁣[الأحزاب]:

  يؤخذ من ذلك أنه يؤدب المثبِّط عن دعوة الإمام وطاعته، والمخذِّل عن سلطانه، ويطرد عن بلاد المسلمين.