كتاب الصلاة
  ولا ينبغي أن يكون في وجوبه خلافٌ؛ إذ هو من شعائر الإسلام ودلائله، وقد التزمَ النبي ÷ فِعْلَه، واستمر عليه، ثم المسلمون من بعده إلى يوم الناس هذا.
  وليس هو نداءً إلى الصلاة فقط، بل فيه الإعلان بذكر الله تعالى وتكبيره ورفع اسمه وتوحيده، ثم رفع ذكر رسوله ÷ والتنويه بشرفه، مع ما في ذلك من إغاضة الأعداء وإرغام الشيطان، مع ما يتضمن من تذكيرِ الناس بأهم أركان الإسلام: وذلك الشهادتان والصلاةُ، وشرفُها وفضلُها على سائر الأعمال.
  وفي الآية دليلٌ على أن ذلك يكون برفع الصوت، وذلك(١) من لفظ النداء، ولا خلاف أن المشروعَ هو رفعُ الصوت بالأذان.
  والإقامة أيضاً لا خلاف في شرعيتها، وهي نداءٌ إلى الصلاة، وفيها زيادة الإقامة بلا خلاف.
كتاب الصلاة
  الخمسُ الصلوات وعددُ كل صلاة معلومٌ بين الأمة. قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}[البقرة: ٢٣٨]، يؤخذ منها أن لبعض الصلوات الخمس فضلاً على سائرها؛ لهذا أفردها الله تعالى بالذكر، وليس في القرآن تعيينها، وقد قيل: إن الله تعالى أخفى على عباده تعيينَها كما أخفى ليلة القدر؛ وفي ذلك من المصلحة لهم ما لا يخفى.
  ويعجبني قول الإمام الهادي #: إنها صلاةُ الجمعة يومَ الجمعة، وفي سائر الأيام الظهر، ويشهدُ لقوله: أن الله تعالى خَصَّ صلاةَ الجمعة بخصائص ليست لغيرها من الصلوات.
(١) أي: رفع الصوت.