[ذكر أقوال الناس في البسملة]
  جاز لرسول الله ÷ أن يدخل في كلام الله ø(١) ما ليس منه كما لا يجوز أن يخلط به كلام سواه ولا بيتاً من الشعر فلما كان الأمر على هذا وجب أن تكون آية من السور.
  والثاني: إجماع الأمة على اختلافها في إثباتها في كل سورة إلا سورة براءة وإجماعهم حجة وليس تثبت في القرآن ما ليس منه على ما ذكرنا.
  وأما من قال إنها آية وليست بآية من فاتحة الكتاب فالدليل عليه إجماع كل من قرأ القرآن أنها سبع آيات ولا تكون سبعاً إلا بعد عد (﷽).
  وأما {بِسْمِ}: فيجوز أن تكون صلة زائدة وإنما هو الله الرحمن الرحيم والمستشهد بقول لبيد:
  إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
  فذكر اسم السلام زيادة وإنما أراد ثم السلام عليكما أو(٢) أن تكون (بسم) أصل مقصود وفي دخول الباء عليه قولان أحدهما أنها دخلت على معنى الأمر. والثاني أنها دخلت على معنى الخبر.
  فأما معنى الأمر فتقديره: ابدأ ﷽. وأما الثاني: فعلى الإخبار بدأت ﷽. وحذفت ألف الوصل بباء الألصاق في اللفظ والخط لكثرة الاستعمال ولم تحذف من قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}[العلق]، لقلة استعماله.
  والاسم: كلمة تدل على المسمى دلالة إشارة.
(١) نخ: القرآن.
(٢) نخ (هـ): أو يجوز أن تكون بسم ... إلخ.