[ذكر أقوال الناس في البسملة]
  والصفة: كلمة تدل على الموصوف دلالة إفادة فإن جعلت الصفة اسماً دلت على الأمرين(١) على الإشارة والإفادة وفي اشتقاق الاسم وجهان أحدهما أنه مشتق من السمو وهو الرفعة لأن الاسم يسمو بصاحبه والآخر من السمة وهو العلامة فيرفعه من غيره.
  وأما قوله: {اللَّهِ} فهو أخص أسمائه لأنه لم يتسمَّ به غيره وفيه تأويلان؛ أحدهما: أنه اسم عَلَم للذات والآخر: أنه اسم مشتق من صفة وأسماء الصفات تكون تابعة لأسماء الذات فلم يكن به سن أن يختص باسم ذات يكون علماً لتكون أسماء الصفات والنعوت تبعاً له واشتقاقه من (أله) فحذفت الهمزة وعوض عنها الألف واللام، وفُخّم للتعظيم.
  وفي اشتقاقه قولان: أحدهما: أنه من الوله؛ لأن العباد يألهون إليه أي يفزعون إليه في أمورهم فقيل للمألوه إليه: إله؛ كما قيل للمؤتم به: إمام.
  والثاني: مشتق من الألوهية وهي العبادة من قولهم فلان يتأله أي يتعبد؛ قال رؤبة بن العجاج:
  لله در الغانيات المبدة ... لما رأينني خلق المموه
  سبحن واسترجعن من تأله
  وقد قيل إن بعض العلماء من آل الرسول $ قرأ: {وَيَذَرَكَ وإلهتك}[الأعراف: ١٢٧]، أي عبادتك.
  وهل استحق هذا الاسم لذاته أو هو مشتق من فعل العبادة فعلى هذا [لم
(١) نخ (ح): أمرين.