[سورة النساء]
  لاختصاصها بالتفرق كما يقال تكلم فوك ومشت قدمك {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ٣٦} المختال من كان ذا خيلاء مفيعل من قولك: خال الرجل يخول خالاً وخولاً قال الشاعر:
  والخال ثوب من نبات الجبال والفخور المفتخر على عباد الله بما أنعم عليه من آلاء الله وبسط عليهم من رزقه.
  قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} قيل إن هذه الآية نزلت في اليهود بخلوا بما عندهم في التوراة من نبوة محمد ÷ وكتموه وأمروا الناس بكتمانه {وَيَكْتُمُونَ مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} من نبوة محمد ÷.
  وتحتمل الآية وجهاً آخر وهو أنهم يبخلون بالإنفاق في طاعة الله ø ويأمرون الناس بمثل ذلك، والبخل هو أن يبخل الإنسان بما في يده، والشح أن يشح على ما في أيدي الناس يحب أن يكون له.
  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} نزلت في المنافقين {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ٣٨} القرين هو الصاحب الموافق كما قال عدي بن زيد:
  عن المرء لا تسأل وسل عن(١) قرينه ... فإن قرين بالمقارن مقتدي
  وأصل القرين الاقتران والقرن بالكسر المناسب لاقترانه بالصفة والقرن أهل العصر لاقترانهم في الزمان أي أنه مقارن للشيطان في فعله.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} والمثقال الثقل وهو
(١) نخ: وانظر.