البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة النساء]

صفحة 179 - الجزء 1

  مقدار الشيء في الثقل والذرة هي ذرة حمراء.

  قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} وشهيد كل أمة نبيها لأنه يشهد على أمته أنه قد بلغها ما تقوم به الحجة عليها وتشهد بعلمها {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١} يعني رسول الله ÷ سمع قارئاً يقرأ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١} ففاضت عينا رسول الله ÷.

  قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ٤٢} هم العصاة الكافرون كما حكى عنهم في موضع آخر ويقول الآخر: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}⁣[النبأ]، وهم يتمنوا أن يدخلوا في الأرض بغلوهم.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} أي سكارى من النوم والسكر في اللغة سد مجرى الماء {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} والمراد بعابري السبيل المسافر يكون جنباً ولا يجد الماء حتى يتيمم.

  وروينا عن أمير المؤمنين #: ويجوز أن يكون المراد الجنب لا يقرب موضع الصلاة من المساجد مقيماً إلا ماراً مجتازاً.

  {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} والمرضى في هذا الموضع ما استضر فيه باستعمال الماء دون ما لم يستضر ويخشى منه التلف وزيادة في العلة {أَوْ عَلَى سَفَرٍ} وهو أقل ما يطلق عليه اسم السفر وهو بريد فصاعداً {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} وهو الموضع المطمئن من الأرض كان الإنسان يأتيه لحاجته فكني عن الخارج مجازاً ثم كثر استعماله حتى صار كالحقيقة {أَوْ لَامَسْتُمُ