سورة يونس #
  يدعو بالشر فيقول: لا بارك الله فيه أو أهلكه الله فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب الخير لقضي إليهم أجلهم أي لهلكوا {فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١} أي في ضلالهم وتجاوزهم الحد في الكفر يعمهون أي يترددون في الضلالة.
  قوله تعالى: {... وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا} يعني آيات القرآن لأنها بيانات لكل شيء {قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} يعني مشركي أهل مكة {ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} والفرق بين تبديله وبين الإتيان بمثله أن التبديل لا يجوز أن يكون معه والإتيان بمثله يجوز أن يكون معه، وفي قوله ذلك وجهان أحدهما: أنهم سألوه أن يسقط ما في القرآن من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم وكلا القولين جيد.
  {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} أي ليس لي أن أتلقى بالتغيير والتبديل كما ليس لي أن أتلقاه بالرد والتكذيب {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} فيما أتلوه عليكم من وعد أو وعيد أو تحليل أو تحريم أو أمر أو نهي {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} يعني في تبديله وتغييره {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٥} أي يوم القيامة.
  قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} أي لا أعلمكم به {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ} أي ما تقدم من عمره قبل الوحي إليه وعمر الإنسان مدة حياته طالت أو قصرت، وفي هذا الموضع المراد بعد الأربعين سنة لأن النبي ÷ بعث بعد الأربعين وهو المطلق من عمر الإنسان.
  قوله تعالى: {... وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} أي كانوا على الكفر حتى بعث الله إليهم الرسل فاختلفوا فيه بعد إرسال الرسل