البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يونس #

صفحة 351 - الجزء 1

  والدة وولدها وخرجوا عن قريتهم تائبين داعين فكشف الله عنهم العذاب بعد أن تجلى عليهم ولم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل.

  {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨} أي إلى حين أي إلى أجلهم وروينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: إن الحذر لا يرد القدر وإن الدعاء يرد القدر وإن الله سبحانه يقول: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ} وروينا عنه ÷ أن ذلك كان يوم عاشوراء.

  قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي إلا بأمر الله {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ١٠٠} الرجس في هذا الموضع السخط والعذاب وقوله لا يعقلون أي لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.

  قوله تعالى: {... وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} أي استقم بإقبالك ووجهك على ما أمرت به من الدين حنيفاً أي سابقاً إلى الطاعة مأخوذ من الحنف في الرِّجْلَين وهو أن تسبق أحدهما الأخرى مطيعاً فيما آمر.