سورة هود
  الحساب يوم العرض {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} الأشهاد جمع ويحتمل وجهين أحدهما: أن يقال جمع شاهد كما يقال صاحب وأصحاب والثاني أن يكون جمع شهيد كما يقال شريف وأشراف، والأشهاد الأنبياء والأوصياء والأئمة $.
  قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يعني قريشاً صدت الناس عن رسول الله ÷ {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} أي ويبغون القرآن تأويلاً باطلاً.
  قوله تعالى: {... وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} أي وخشعوا وتواضعوا.
  قوله تعالى: {... وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} جمع أرذل والرذل الحقير وعنوا بالأراذل الفقراء وأصحاب المهن المتضعة {بَادِيَ الرَّأْيِ} أي ظاهر الرأي أي أنك تعمل بأول الرأي من غير فكر ويجوز أن ما في نفسك باد ظاهر يريد به تعجيزاً له {وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} تفضلون علينا به من دنياكم والثاني من فضل تفضلون به علينا في أنفسكم.
  قوله ø: {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ} أي على حجة {مِنْ رَبِّي} {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} وهم الذين عموا عنها بترك النظر وقرئ فعميت عليكم بضم العين وتشديد الميم وإنما قصد نبي الله نوح بهذا القول لقوله: أن يرد عليهم قولهم: {وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} ليظهر فضله عليهم بأنه على بينة من ربه وآتاه رحمة من عنده وهم قد سلموا ذلك فأي فضل أعظم من ذلك ثم قال: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ٢٨} وقبولكم لها لا يصح مع إكراهه عليها.
  قوله ø: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُوا} لأنهم سألوه طرد من اتبعه من أراذلهم فقال جواباً لهم ورداً لسؤالهم: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} وإنما قال ذلك لهم على وجه الإعظام للقاء الله