البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة إبراهيم # مكية

صفحة 417 - الجزء 1

  والقول الثابت: العمل الصالح {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني أيام حياته فيها {وَفِي الْآخِرَةِ} يوم القيامة {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} عن طريق الجنة كما ضلوا في الدنيا بكفرهم {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ٢٧} من تقديم أحكامه وتأخيرها.

  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا} يعني قريشاً بدلوا نعمة الله عليهم بما بعث الله رسوله منهم كفراً وجوراً له، وروينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: الذين بدلوا نعمة الله نزلت في الأفجرين من قريش بني أمية وبني مخزوم فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين وأما بني مخزوم فأهلكوا يوم بدر، والآية على عمومها في جميع المشركين {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ٢٨} وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: هو يوم بدر، شعراً:

  فلم أر مثلهم أبطال حرب ... غداة الكر إذ هتف البوار

  قوله تعالى: {.. قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} فالسر ما خفي والعلانية ما ظهر، وقيل السر التطوع والعلانية الفرض {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ٣١} يعني لا فدية في المعاصي ولا شُفْعَةُ للكافر لأن أحداً لا يقدر فيه على دفع ذنوبه ولا على اشتراء الجنة، ولا خلال أي المخالة والموادة بين الكفار يوم القيامة لتقاطعهم به فيه.

  قوله تعالى: {... رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} وهذا قول إبراهيم # وذريته إسماعيل وأمه هاجر {بِوَادٍ غَيْرِ