سورة الكهف
  الباء ومعناه مقابلة ومعاينة.
  قوله تعالى: {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} أي ليذهبوا به الحق ويبطلوا به الصدق، وقيل: ليهلكوا لأن الداحض هو الهالك مأخوذ من الدحض وهو موضع المزلق من الأرض الذي لا يثبت عليها خف ولا حارف ولا قدم قال الشاعر:
  وردت ويحيى اليشكري حذاره ... وحاد كما حاد البعير عن الدحض
  قوله تعالى: {.. بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ٥٨} يعني والت نفسه أي نجت قال الشاعر:
  لا واليت نفسك خليتها ... للعامرين ولم تكلم
  {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ٥٩} يعني أجلاً يؤخرون إليه.
  قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} يعني يوشع بن نون سمي فتاه لملازمته إياه في العلم والخدمة {لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} يعني بحر الروم وبحر فارس أحدهما قبل المشرق والآخر قبل المغرب، وذكر لنا أنه ليس في الأرض مكان هو أكثر ماء منه {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ٦٠} والحقبة ثمانون سنة وقيل: سبعون سنة، ولا أبرح يعني لا أفارقك ..... أن نلقى الخضر عنده.
  {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا} لأنهما كانا تزودا حوتاً مملوحاً فتركاها حين جلسا، وفي قوله: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} وجهان أحدهما: أنه ضل عنهما حتى اتخذ سبيله في البحر سربا، فسمي ضلاله عنهما نسياناً منهما. والثاني: نسيان منهما وقيل الناسي كان يوشع بن نون نسي الحوت أن يحمله ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء.