البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 483 - الجزء 2

  الكبر عسيا) من قولهم الشيخ إذا كبر قد عسى وعتا ومعناهما واحد.

  قوله تعالى: {.. قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ١٠} أي من غير مرض ولا خرس.

  قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} والمحراب مأخوذ من مجلس الأشراف الذي تحارب به ذباً عن أهله فكان الملائكة كانت تذب عن الأنبياء وهم في محاريبهم {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي أوحى إليهم وأشار وقد يكون الوحي بمعنى الكتابة قال الشاعر:

  بقية وحي في بطون الصحائف

  قوله تعالى: {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ١١} أي صلوا وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة وسمي به لأن الصلاة لا تخلو منه.

  قوله تعالى: {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} أي خذ الكتاب بجد واجتهاد والكتاب هو التوراة {وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢} أي الحكمة لأن الصبيان قالوا له: اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقنا وكان يومئذ ابن ثلاث سنين.

  قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أي رحمة من عندنا لا يملك إعطاؤه غيرنا ويحتمل أن يكون الحنان بمعنى التحنن على العباد {وَزَكَاةً} أي للعمل الزاكي الصالح ويحتمل أن يكون من التزكية التي هي المدح والثناء الحسن {وَكَانَ تَقِيًّا ١٣} أي مطيعاً لله ø باراً بوالديه.

  قوله تعالى: {... وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ١٦} أي انفردت واتخذت مكاناً شرقياً أي في ناحية المشرق.

  {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} أي اتخذت مكاناً تعتزل فيه أيام حيضها {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ١٧} يعني جبريل #