البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 488 - الجزء 2

  ولزوماً بها {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ٧١} وورودها هو النظر إليها من بعيد كما يقال: وردنا البلد إذا نظرناه كقول زهير:

  ولما وردن الماء زرقاً حمامة ... وضعن عصا الحاضر المتخيم

  حتماً مقضياً أي أمراً واجباً.

  قوله تعالى: {.. أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا} أي منزل إقامة في الجنة أو في النار {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ٧٣} أي مجلساً وهو جمع ناد.

  قوله تعالى: {أَثَاثًا وَرِئْيًا ٧٤} والأثاث المتاع والرئي المنظر.

  قوله تعالى: {... وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} يزيدهم هدى بالمعونة على طاعته والتوفيق لمرضاته.

  قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ٧٧} هذه الآية نزلت في العاص بن وائل السهمي، والوُلْد بضم الواو وسكون اللام ويقال: الوَلَد بفتح الواو وتحريك اللام قال الحارث بن حلزة:

  فلقد رأيت معاشراً قد أثمروا ... مالا وولدا ....

  وذكر ذلك أي لأوتين في الدنيا مالاً وولداً لإقامتي على دين آبائي ويحتمل أن يكون لو كنت على باطل لما أوتيت مالاً وولداً {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} أي علم الغيب أنه سيؤتيه على كفره مالاً وولداً {أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ٧٨} يعني عملاً صالحاً وقولاً عهد الله به إليه.

  قوله تعالى: {... سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ} أي سيجحدون أن يكونوا عبدوها لما عاينوا من سوء عاقبتها {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ٨٢} أي