البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 487 - الجزء 2

  والمنزلة، {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ٥٨} أي جمع باك.

  قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} والخلْف بتسكين اللام في الذم والخلَف بتحريك اللام في المدح والحمد وأضاعوا الصلاة تأخيرها عن وقتها والغي الذي يلقونه هو الخسران والخيبة قال الشاعر:

  فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم عن الغي لائما

  قوله تعالى: {... وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ٦٢} وإن كان في الجنة ليس فيها ليل ولا نهار وهذا على مذهب العرب في إكرام الضيف وهو أن يغدى ويعشى.

  قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤} قيل: إنه جبريل تأخر عن رسول الله ÷ اثنتي عشرة ليلة فلما جاءه قال: «لقد رثت علي حتى ظن المشركون كل ظن» فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤} أي ناسيك فما بين أيدينا هي الدنيا وما خلفنا هو الآخرة وما بين ذلك من إحياء الموتى ونفخ الصور.

  قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥} أي لم يتسم أحد بالله ø وأيضاً فلا يستحق العبادة إلا الله.

  قوله تعالى: {... ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ٦٨} أي بروكاً على الركب. {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩} أي جرأة وتمرداً وكفراً {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ٧٠} أي دخولاً فيها