سورة الحج
  عبدوه من دون الله على خلق مثله ثم دفع أذيته فكيف يجوز لهم أن يكونوا آلهة معبودين وأرباباً مطاعين وهذا من أقوى حجة وأوضح برهان.
  ثم قال: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ٧٣} أي العابد والمعبود ومعنى الكلام ضعف الطالب عن القدرة والمطلوب عن النصرة.
  قوله تعالى: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} أي ما عظموه حق تعظيمه ولا عرفوه حق معرفته.
  قوله تعالى: {.. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي ما بين أيديهم ما كان من خلق الأنبياء والملائكة وما يكون من بعد خلقهم، ويجوز أن يكون أول أعمالهم وآخرها، وما بين أيديهم من أمر الآخرة وما خلفهم من أمر الدنيا.
  قوله تعالى: {.. وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} أي اختاركم لدينه {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي من ضيق {مِلَّةَ أَبِيكُمْ} وهذه الآية نزلت في رسول الله ÷ ومن كان على منهاجه من عترة رسول الله ÷ ملة أبيكم وهي دينه لازمة لأمة محمد ÷ {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} قولان أحدهما: معناه أن الله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل القرآن، ويجوز أن يكون إبراهيم سماكم {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا} في إبلاغ رسالة ربه إليكم {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} بأن رسلهم قد أبلغوهم رسالة ربهم {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} المفروضة {وَءَاتُوا الزَّكَاةَ} الواجبة {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ} أي تمسكوا بدين الله {هُوَ مَوْلَاكُمْ} أي وليكم {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ٧٨} فنعم المولى حين لم يمنعكم الرزق لما عصيتموه.