سورة الحج
  وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي يرفعه {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٢ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً} ومحنة واختباراً {لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي شرك ونفاق {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ٥٣}.
  قوله تعالى: {.. وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} أي في شك من القرآن {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} أي ساعة القيامة {أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ٥٥} أي يوم القيامة والعقيم الشديد وهو الذي لا مثل له ولا عديل.
  قوله تعالى: {... ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} وهذه الآية نزلت في قوم من المشركين قتلوا بقوم من المسلمين قتلوهم بواحد فعاقبهم رسول الله ÷ بمثله فنزل قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} أي ذو الحق وعبادته وطاعته طاعة ذي حق {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
  قوله تعالى: {... لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} وهو الموضع المعتاد للعبادة في مناسك الحج والعمرة.
  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} لأن حجج الله سبحانه عليهم بضرب الأمثال لهم أقرب إلى أفهامهم {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الرؤساء والأوثان الذين تعبدونهم من دون عبادة الله {لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} ليعلم أن العبادة تكون للخالق المنشيء دون المخلوق المنشأ وخص الذباب لضعف خلقه ولكثرته ومهانته وسمي ذباباً لأنه يُذب استقذاراً {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} شيئاً: أي ألمه في قرض أبدانهم حتى يسلبهم الصبر عليها والوقار معها فإذا كان هذا الذي هو أحقر الحيوان وأضعفه لا يقدر من