البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة المؤمنين مكية

صفحة 527 - الجزء 2

  للإنسان تنقل أحواله حتى استكمل خلقه ليعلم نعمته عليه وحكمته فيه وأن بعثه بعد الموت أهون من إنشائه ولم يكن شيئاً.

  قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ} أي نفخ الروح فيه وإنبات الشعر والتذكير والتأنيث.

  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} أي سبع سماوات وإنما سميت بذلك لأن كل طبقة طريقة للملائكة، وهي مع ذلك بعضها فوق بعض أي متطابقة {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ١٧} أي عن حفظهم من سقوط السماء عليهم.

  قوله تعالى: {... وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} هي شجرة الزيتون وخصت بالذكر لكثرة منافعها وقلة تعاهدها ومعنى طور سينا أي الكثير الشجر وقيل معنى السيناء كثير البركة {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} والباء زائدة {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ٢٠} أي ما يصطبغ به الآكلون، وقد روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «الزيت شجرة مباركة فائتدموا به وادهنوا».

  قوله تعالى: {... مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي ءَابَائِنَا الْأَوَّلِينَ ٢٤} ما سمعنا بهذا بمثله بشراً في آبائنا الأولين.

  قوله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ٢٥} أي حتى يموت أو يستبين أمره.

  قوله تعالى: {وَفَارَ التَّنُّورُ} أي تنور الخابزة، وقد روينا عن أمير المؤمنين علي # أن قوله وفار التنور والمراد الفجر.

  قوله تعالى: {... وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ٢٩} بضم الميم وفتح الزاي وقرئ بفتح الميم وكسر الزاي فالمنزل بالضم فعل النزول والمنزل بالفتح موضع النزول، وأنت خير