سورة المؤمنين مكية
  المنزلين. وروينا أن نوحاً # قال ذلك عند نزوله في السفينة، وروينا أنه قال وقت نزوله من السفينة.
  قوله تعالى: {... إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} أي يموت منا قوم ويحيى منا قوم {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ٣٧}.
  قوله تعالى: {... فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} أي هلكى كالغثاء وهو ما جاء فوق السيل من هشيم الورق وبالي الشجر قال الأخطل:
  كنت الغثاء في لج أخضر مزبد ... قذف الإناء فيه فضل ضلالا
  {فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٤١} أي فبعداً لهم من الرحمة.
  قوله تعالى: {... ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} أي متواترين بعضهم يتبع بعضاً بين كل اثنين دهر طويل واشتقاق تترى من وتر القوس لاتصاله منه وقيل إنه مشتق من الوتر وهو الفرد لأن كل واحد بعد صاحبه يجيء فرداً.
  قوله تعالى: {... وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ٤٦} أي قاهرين ظالمين لأن بني إسرائيل كانت تعبد فرعون وفرعون كان يعبد الأصنام.
  قوله ø: {... وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} وآيته أنه خلق من غير ذَكَر وآيتها أنها حَمَلت من غير فحل ثم تكلم في المهد فكان كلامه آية له وبراءة لها {وَءَاوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ٥٠} والربوة ما ارتفع من الأرض قيل إنها دمشق، وقيل إنها بيت المقدس، وروينا أنها أقرب البقاع ذات قرار أي استواء والمعين الماء الظاهر وقيل إنه الجاري ومنه قول الشاعر:
  إن الذين غدوا بليلك غادروا ... وشلاً بعينك لا يزال معينا