سورة الفرقان
  محجور سرت عليه من أعالي الستور
  قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ} يعني النطفة {بَشَرًا} يعني إنساناً {فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} فالنسب هو من يناسبك بوالد أو ولد وكل شيء أضفته إلى شيء عرفته به فهو مناسبه والصهر فيه وجهان أحدهما: أنه الرضاع، والثاني أنه المناكح، وأصل الصهر الاختلاط فسمي المناكح صهراً لاختلاط الناس ومنه قوله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠}[الحج].
  قوله تعالى: {... وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} وإنما سميا خلفة لأنه جعل ما فات من أحدهما خلفة تقضى في الآخر، والثاني أنه جعل كل واحد منهما مخالف لصاحبه فجعل أحدهما أبيض والآخر أسود. والثالث: أنه جعل كل واحد منهما يخلف صاحبه إذا مضى هذا جاء ذاك، ومثله قول زهير:
  بها العِيْنُ والآرام يمشين خِلْفةً ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
  قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} علماء حلماء أعفاء أتقياء هوناً أي بالسكينة والوقار أي غير متكبرين على عباده {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣} والجاهلون السفهاء، وقوله سلاماً أي سداداً.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ٦٥} أي لازماً ومنه سمي الغريم لملازمته قال الأعشى:
  إن يعاقب يكن غراماً وإن يعـ ... ـط جزيلاً فإنه لا يبالي