البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الشعراء مكية كلها

صفحة 565 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله ~:

سورة الشعراء مكية كلها

  : قوله تعالى: {طسم ١} هي من الفواتح التي افتتح الله بها كتابه، وقد ذكرنا في تفسير (الم) تخريجه في هذا الموضع.

  قوله تعالى: {.. لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} أي قاتلها والبخع القتل قال ذو الرمة:

  ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر

  قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ٤} أي أصحاب الأعناق فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والأعناق الرؤساء أيضاً ويحتمل أن تكون الأعناق الجماعات.

  قوله تعالى: {... أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ٧} أي نوع معه قرينة من أبيض وأحمر وحلو وحامض والكريم هو الحسن وهو مما يأكل الناس والأنعام وقيل المراد به الناس لأنهم نبات الأرض كما قال الله ø: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ١٧}⁣[نوح]، فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.

  قوله تعالى: {... وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} معناه وأخاف أن يضيق صدري وقلبي للعقدة التي كانت به {فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ١٣} أي ليكون معي رسولا.

  {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} وهو قتل النفس {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ١٤} وإنما خاف أن يقتلوه بالنفس التي قتلها لا بإبلاغ الرسالة لأنه يعلم أن الله تعالى إذا بعثه رسولاً تكفل بمعونته على تأدية رسالته.

  قوله تعالى: {.. فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦} معنى إنا