البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الشعراء مكية كلها

صفحة 566 - الجزء 2

  رسول رب العالمين ويحتمل أن يكون المعنى كل واحد منا رسول رب العالمين، وقد ورد الرسول بمعنى الرسالة قال الشاعر:

  لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول

  أي برسالة.

  قوله تعالى: {.. أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} أي صغيراً لأنه كان في داره لقيطاً التقطته امرأة فرعون {وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ١٨} قيل ثلاثين سنة قال ذلك امتناناً عليه بإحسانه إليه {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ} يعني من قتل النفس {وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ١٩} أي لإحساني إليك وفضلي عليك {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ٢٠} أي من الناسين كما قال: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا}⁣[البقرة: ٢٨٢].

  قوله تعالى: {.. وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٢} اتخذتهم عبيداً قد أحبطت نعمتك التي تمن بها علي ولم تكن بالحقيقة لفرعون على موسى نعمة لأن الذي رباه بنو إسرائيل بأمر فرعون لاستعباده لهم فأبطل موسى نعمته لبطلان استرقاقه والتعبد الاسترقاق لما فيه من الإذلال مأخوذ من قولهم طريق معبّد أي مذلّل.

  قوله تعالى: {... فَأَلْقَى عَصَاهُ} وكانت من عوسج وكان طولها عشرة أذرع {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ٣٢} وهي الحية الذكر وهي من أعظم الحيات. مبين: أي أنه ثعبان آية وبرهان، وكان فرعون هم بموسى فلما صار العصا ثعباناً قصده فاغراً فاه فخافه فلاذ بموسى مستجيراً وولى قومه هرباً حتى وطئ بعضهم بعضا.

  وقله ø: {... قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أي أخره وأخاه، وإنما أشاروا