البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر أسماء الله سبحانه وتعالى لكتابه]

صفحة 6 - الجزء 1

  قوم استَحْلوا أحاديث لها زينة وبهجة وسيموا القرآن وقوم أطاعوا المخلوق في معصية الخالق والخوارج ونرجوا بعون الله أن يكون لأمة جدنا اهتداء⁣(⁣١) ورجوع إلى الحق واتباع لما أمروا باتباعه من أئمة الهدى الذين لا يدخلون أحداً من⁣(⁣٢) باب ردى، ولا يبيعون الأحكام باليسير التافه من الحطام، بل هم ثقات أمناء وعدول خلفاء، ومصابيح لكل من اهتدى بهم وأضواء لم يتعلموا للنفاسة ولم يدعو الخلق إلى طاعة الله ø للتكثر بهم والرياسة دعوهم لينفعوهم وطلبوهم ليهدوهم وأرادوهم ليفيدوهم فمن تعلق بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى ومن استخف بأمرهم تردى، هم الذين درجوا من مركز⁣(⁣٣) الوحي والتنزيل وخرجوا من صميم المعرفة والتأويل، وهم شهداء الله على خلقه العدول الذي لا يدانيهم التغيير والتحويل والحمد لله على ما خصنا به من الأكرومة وأخرجنا من خير الأرومة، وحكم لنا على الخلق بالزعامة، ورآنا أهلاً للخلافة والإمامة، وأمدنا بتأييده حتى سلكنا طريق الصواب، وتجنبنا طرائق⁣(⁣٤) الشك والارتياب وذكرنا لأمة جدنا من علم الكتاب على الاستقامة والصواب ما لها به المخلص إن أرادته وفيه الفوز إن أممته وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وهو خير الناصرين.

[ذكر أسماء الله سبحانه وتعالى لكتابه]

  ، الحمد لله رب العالمين كما هو أهله ومستحقه وصلواته على رسوله نبي الرحمة محمد وآله وسلم.


(١) نخ (هـ): انتباه ورجوع.

(٢) نخ (هـ): لا يدخلون أحداً في باب ردى.

(٣) نخ (هـ): وكور.

(٤) نخ (هـ): مواقف الشك والارتياب.