البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

صفحة 5 - الجزء 1

  عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى الصراط المستقيم؛ خذها إليك يا أعور).

  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «ليكثر علي الكذابة فما حدثتم به عني فأعرضوه على كتاب الله ø فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فذروه» وقد روي في بعض وصايا السلف أنه قال: اتخذ كتاب الله إماماً وارض به حكماً وقاضياً هو الذي استخلف رسول الله ÷ مع الطاهرين من عترته شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه خبر ما قبلكم وخبر ما فيكم وذكر ما قبلكم وذكر ما معكم.

  وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال وقد أهوى بيده نحو المشرق وهذه الفتن قد أظلت كأنها قطع الليل المظلم كلما مضى منها رسل بدا رسل ويل للعرب من شر قد اقترب إلا من فزع إلى كتاب الله ø وعترة رسوله⁣(⁣١) ÷ فعمل بمحكم الكتاب وآمن بمتشابهه يصبح الرجل مؤمناً⁣(⁣٢) ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يموت فيها قلبه كما يموت فيها بدنه، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل.

  وروينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: (ما أنزل الله في القرآن آية إلا أحب أن يعلم العباد منها ما يعنى بها)، وقال #: (ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه).

  وروينا عن بعض الصالحين أنه قال: ثلاثة لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أكون أحدهم،


(١) نخ (هـ): وعترة رسول الله ÷.

(٢) نخ (هـ): يصبح الرجل مؤمناً فيها ويمسي ...