البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة العنكبوت]

صفحة 607 - الجزء 2

  قوله تعالى: {... وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} يعني الحياة الدائمة، والحيوان والحياة بمعنى واحد.

  قوله تعالى: {... أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءَامِنًا} أراد به مكة وقريشاً أمنهم الله تعالى بها {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} يعني أن بعضهم يقتل بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً فذكرهم الله تعالى بهذه النعمة ليذعنوا له بالطاعة {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} الباطل المراد به الشرك {وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ٦٧} والنعمة العافية والصحة والإحسان والهداية إلى طريق الجنة وهذا تعجب وإنكار خرج مخرج الاستفهام.

  قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} بأن جعل له شريكاً وولداً {أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ} يعني بالتوحيد وجميع ما جاء به محمد ÷ {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٦٨} أي مستقراً.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} أي جاهدوا أعداءنا وقاتلوهم في نصرة أوليائنا واجتهدوا في العمل في الطاعة والكف عن المعصية رجاء في ثوابنا وحذراً من عقابنا {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} أي الطريق إلى الجنة والتوفيق لدين الحق {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩} في العون.