البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة لقمان # مكية

صفحة 626 - الجزء 2

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ} يقال جزيت عنك أي أغنيت عنك، والثاني: لا يحمل قال الراعي:

  وأجزأت أمر العالمين ولم يكن ... ليجزى إلا كامل وابن كامل

  {وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} هو البعث والجزاء {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣} يقرأ بفتح العين وضمها فمن ضمها أراد غرور الدنيا وخدعها ومن فتحها أراد بها الغار من الأمل وغيره.

  قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} يعني وقت مجيئها {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} أي العلم بنزول الغيث في زمانه ومكانه {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} من ذكر أو أنثى سقيم أو سليم {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} يعني من خير أو شر {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} يعني في أي أرض يكون موته، وروينا عن رسول الله ÷: «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة».