سورة الأحزاب مدنية
  يغسل رأسه فقال: (عفا الله عنك ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتارهم وفتحت أبوابهم وهم في زلزال وبلبال) فسار إليهم رسول الله ÷ فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة حتى نزلوا على حكم رسول الله ÷ الذي نزل به جبريل في أن يقتل مقاتلهم ويسبي ذراريهم وعلى أن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فأرسل بهذا الحكم سعد بن معاذ ولم يكن لسعد فيهم حكم فقال قوم لرسول الله ÷ لم آثرت المهاجرين بالعقار وكان القائل من الأنصار فقال: «إن المهاجرين قوم لا عقار لهم وأنتم ذوو العقار» وقوله: من صياصيهم أي من حصونهم، شعرا:
  وأصبحت النسوان عقراً وأصبحت ... نساء تميم يبتدرن الصياصيا
  وسمي بذلك لامتناعهم بها واحد صيصية {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} بما فعل بهم جبريل # {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ٢٦} عُرضوا على رسول الله ÷ فأمر بقتل كل من احتلم أو أنبتت عانته فقتل منهم أربعمائة وخمسين رجلاً وهم الذين عناهم الله بقوله: {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ٢٦}.
  {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} أراد بالأرض المزارع والنخل والديار المنازل، وبالأموال المنقولة والماشية {وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} وهي كلما يستفتح إلى يوم القيامة من أرض الكفار {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ٢٧} من نصر أوليائه وخذلان أعدائه.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} وهذا أمر من الله تعالى لنبيئه أن يخير نساءه بين اختيار الدنيا