سورة الأحزاب مدنية
  {وَتَسْلِيمًا} لأمره.
  قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} يعني عاهدوا على أن لا يفروا من الزحف فصدقوا في لقائهم العدو {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} وهو حمزة قتل يوم أحد {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} وهو أمير المؤمنين علي # {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣} أي ما غيروا تغييرا، والنحب: الموت قال الشاعر:
  وكانت ركابي كلما شئت تتنحي ... إليك فتقضي نحبها وهي ضمر
  {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} يعني الذين صدقوا ما عاهدوا عليه مما ذكرناه {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} يعني يعذبهم في الدنيا والآخرة إذا أصروا على نفاقهم ولم يتوبوا أو يتوب عليهم إن تابوا {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ٢٤} بالهداية.
  قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} يعني أبا سفيان وجنوده من الأحزاب وفي قوله: بغيظهم وجهان أحدهما: بغمهم، والثاني: بحقدهم ولم يصيبوا من رسول الله ÷ وأصحابه ظفراً ولا مغنماً {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} بأمير المؤمنين #، وروينا عن آبائنا $ عن زيد بن علي $ أنه قرأ (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي).
  {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} هم بنو قريظة من اليهود ظاهروا أبا سفيان وجموعه على رسول الله ÷ أي عاونوه والمظاهرة المعاونة وكان بينهم وبين رسول الله ÷ عهد فنقضوه فغزاهم بعد ستة عشر يوماً من الخندق.
  وروينا أن جبريل # نزل وهو في بيت زينب بنت جحش