سورة الأحزاب مدنية
  ولم يكن عنده يومئذ في حباله من بنات عمه ولا من بنات خاله امرأة فلما جاء إحلال مَنْ ذكرنا كان ذلك حكماً مستجداً ناسخاً لنهي تحليل النساء له.
  وقوله: {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} يعني من المسلمات {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} روينا عن آبائنا $ عن زين العابدين علي بن الحسين @ أنها أم شريك ابنة جابر وهبت نفسها لرسول الله ÷ فتزوجها من وليها.
  وقوله: {خَالِصَةً لَكَ} يعني لم تطلب من رسول الله ÷ صداقاً ولا رغبت منه في جهاز، وقد ينعقد اسم النكاح بلفظ الهبة فيقول الولي للزوج: قد وهبتك كريمتي، وتقول المرأة: قد وهبت نفسي لفلان أي رضيته.
  قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} من الفرض الذي فرض الله تعالى ألا تتزوج المرأة إلا بولي وشاهدين وأن لا يتجاوز الرجل الأربع والنفقة لهن والقسم بينهن بالسوية {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يعني أنهن يحللن من غير عدد مخصوص ولا قسم مستحق {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} وهو راجع إلى قوله {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ}.
  {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} حتى تطلق من تشاء من نسائك وتمسك من تشاء {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} وعنى بالعزل هنا الطلاق والمراد فمن ابتغيت أن تؤويه وتراجعه بعدما عزلت بالطلاق فلك الرجعة {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} في ذلك فيمن ابتغيت وفيمن عزلت {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ} يعني إذا علمت أن لهن رد إلى فراشه بعد عزله وطلاقه قرت أعينهن فلا يحزن.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ